الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

الزروالي : من حق المغاربة أن يفخروا بكون مكناس هي " أفينيون " المغرب

الزروالي : من حق المغاربة أن يفخروا بكون مكناس هي " أفينيون " المغرب عبد الحق الزروالي ( وسطا ) على يمينه عبد العالي السيباري وعلى يساره بولسهام الضعيف
قال الفنان والمخرج والكاتب المسرحي عبد الحق الزروالي في لقاء مفتوح بالمركز الثقافي محمد المنوني بمكناس مساء أمس الجمعة 1 أكتوبر 2019 في إطار فعاليات ملتقى مكناس للكتابة المسرحية الذي تشرف على تنظيمه المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بمكناس، اذا كانت مدينة " أفينيون " بجنوب شرق فرنسا تفخر بكونها تتوفر على أكبر المهرجانات في المسرح العالمي، فإنه من حق المغاربة أن يفخروا بكون مكناس هي " أفينيون" المغرب..اختيار مكناس في نظر الزروالي كعاصمة للمسرح في المغرب ليس كموقع جغرافي أو كطقس، وإنما كجمهور جد متعلق بالمسرح، في إشارة واضحة تعبر عن رفضه لقرار وزارة الثقافة " تهريب " المهرجان الوطني للمسرح الذي دأبت مكناس على تنظيمه لمدة دامت 16 سنة، قبل أن يفاجىء الكثير من المثقفين والمسرحيين المغاربة بإعلان وزارة الثقافة عن تنظيمه بتطوان بدل مكناس عام 2015.
وقال الزروالي إن علاقته بمدينة مكناس بدأت منذ عام 1965 عند حضوره لعرض مسرحي بعنوان " شكون هرس البرادة " لإحدى لفرقة مكناسية بباب المكينة بفاس، وهو العرض المسرحي الذي لعب دورا مؤثرا في تعبئته من أجل فهم المسرح، وتواصلت علاقته بالعاصمة الإسماعيلية في عدد من المحطات، ذكر من بينها المهرجان الوطني لمسرح الهواة بسينما الريف في دورته 12 عام 1972، وتقديم عدد من العروض بكل من سينما الريجان، دار الشباب، مدرسة تكوين الأساتذة، كلية الآداب..
وقال الزروالي إنه لازال يتذكر لما فرضت بلدية مكناس على المنظمين أداء مبلغ 4000 درهم كضمانة عام 1987 بسبب تكسير الباب الزجاجي لقاعة المعرض في كل من عام 1985 و عام 1987، مضيفا بأن الجمهور اضطر إلى افتراش " الكرتون" لمتابعة إحدى عروضه، في ظروف مناخية صعبة يطبعها البرد والأمطار، وهذا دليل على كون مكناس تستحق أن تبقى كما كانت مركز إشعاع للممارسة المسرحية بالمغرب.
وعن مسرحيته " كدت أراه " قال الزروالي إنها بمثابة الجوهرة في عقد اللؤلؤ، مشيرا إلى أن شكسبير ألف 36 مسرحية، كلها رائعة، لكن إسمه ارتبط أكثر بمسرحية " هامليت "، معتبرا نفسه بأن أكبر خطأ وخطيئة في هذا الكون، لكونه جاء خارج الزمان والمكان الذي يتمنى لو كان فيه، بسبب تراكم ما أسماه ب " السلبيات والتشوهات والإكراهات.." .
من جهته أشار بوسلهام الضعيف ( مخرج وممثل مسرحي ) إن الفنان عبد الحق الزروالي لايحتاج إلى تعريف، فهو رمز من رموز المسرح المغربي وهو الممثل والمخرج والشاعر، والكاتب المسرحي المتميز، مشيرا إلى أنه مسرحيته الشهيرة " كدت أراه " تتميز بمتنها الصوفي وبلمساتها الإبداعية، وبتوفر جميع مقومات الكتابة المسرحية التي برز فيها عبر التاريخ أعلام كبار.
وقال عبد العالي السيباري ( فاعل جمعوي ومهتم بالمسرح ) في تدخله بالمناسبة إن النص المسرحي لدى عبد الحق الزروالي يتوفر على جميع المقومات الدراماتولوجية، مضيفا بأن ما يمييز الزروالي ليس فقط  الكتابة وإنما أيضا الرؤية الجمالية للعمل المسرحي الذي امتد لأربعة عقود، مشيرا إلى أن مسرحيته " كدت أراه " التي عرضها لأكثر من 30 مرة، وتركت انطباعا كبيرا في مهرجانات عديدة على المستوى الوطني والعربي نظرا لعمقها الفكري والجمالي، ونظرا لكونها تنهل من مرجعية مهمة وفي الفكر الصوفي.