الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

العميد سبيك يشرح خلفيات الخلية الإرهابية الأخيرة.. ويعلق على مقتل البغدادي

العميد سبيك يشرح خلفيات الخلية الإرهابية الأخيرة.. ويعلق على مقتل البغدادي العميد سبيك في صورة تركيبية مع محجوزات الخلية المفككة مؤخرا وفي الإطار زعيم داعش أبو بكر البغدادي

علق أبو بكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني، على مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أن الزعامات الافتراضية تقتل لكن أفكارها وتنظيماتها تظل منتشرة، مبديا توجسه من ضربات ارتدادية لخلايا التنظيم الإرهابي انتقاما لمقتل زعيمها.

 

وكشف العميد الإقليمي سبيك، في حوار مع القناة الثانية، ضمن برنامج "حديث الصحافة"، تم بثه مساء الأحد 27 أكتوبر 2019، أن مديرية الأمن الوطني بجميع مصالحها تشتغل على تحييد كل العمليات الارتدادية، "فأمن المغاربة ليس له ثمن، وهذه عقيدتنا"، يقول سبيك.

 

وبخصوص الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها بين مدينتي الدار البيضاء ووزان، قبل يومين، أكد سبيك أن المغرب منخرط في الحرب العالمية ضد الإرهاب، وهو يواجه خطرين مزدوجين؛ أولا من حيث إصرار التنظيمات الإرهابية على استهداف المغرب لأنه منخرط في الحرب ضدها، وثانيا استمرار انخراط مواطنين مغاربة في هذه التنظيمات الإرهابية.

 

وكشف العميد سبيك، أن العملية الأخيرة تتعلق بخلية إرهابية بملامح مغربية ودعم أجنبي، فهي تتكون من 7 اشخاص مغاربة، تتراوح أعمارهم بين 20 و27 سنة، تعليمهم بين الأساسي والثانوي، أعلنوا بيعتهم لتنظيم الدولة "داعش"، ويتلقون دعما لوجيستيكيا من شخص خارج المغرب، حيث كانوا يستهدفون مناطق حساسة في البلاد، وكذا رجال السلطة وضرب المصالح الغربية، وقد سجلوا شريطا كانوا ينوون بثه بعد قيامهم بعملياتهم الإرهابية، ولولا يقظة العناصر الأمنية، لنجحوا في التنفيذ المادي لعملياتهم.

 

وأوضح الناطق الرسمي باسم الأمن الوطني، أن المعنيين بالأمر، كانوا ينوون الفرار بعد عملياتهم إلى منطقة شمال البلاد، التي تتميز بوعورة مسالكها ووقوعها خارج تغطية شبكة الاتصالات، حيث تغيب تقنية تحديد الأمكنة، GPS. وفي قراءة لطبيعة المحجوزات، أكد سبيك، أنها تبين طريقة جديدة في آليات اشتغال هذه الخلايا الإرهابية، حيث تم حجز ألبسة للغطس وصدريات للسباحة وأسلحة بحرية ومعدات أخرى، إلى جانب أسلحة اوتوماتيكية ومواد سامة وسكاكين، كما أن طبيعة عمل الموقوفين تتجلى في تعلم السباحة والحدادة ومهن عرضية.

 

ولم يستبعد سبيك أن تكون من بين أهداف الإرهابيين منشآت عائمة، مما يبين تحول الاستهداف الإرهابي، مؤكدا بالقول أن هناك تحولا في جغرافية وآليات اشتغال الخلايا التابعة لتنظيم "داعش"، من خلال بروز أقطاب جغرافية جهوية لهذا التنظيم في ليبيا وآسيا وغرب إفريقيا وجنوب الصحراء، وكل هذه الخلايا يجمعها فكر إرهابي قائم على فتوى "جهاد الاحتطاب"، يحل للإرهابيين سلب أموال الناس والمنقولات، زاعمين أنه "أطيب الكسب"، وهي عمليات إرهابية تغنيهم عن أخذ إذن من التنظيم المركزي بالقيام بعملية في بلدانهم؛ مبديا أسفه بأنه رغم العمليات التحسيسية والتوعوية، نجد أن بعض الأشخاص لا يزالون يثقون في الدعايات التي تأخذ من الدين جوانب تضليلية، تقوم على تكفير الناس والدولة، وتبيح لهم تقتيل الناس وحرق البلاد، ولو اقتضى الحال استعمال مواد كيماوية أو الدهس أو الطعن.

 

وبخصوص حجم الأسلحة المحجوزة وطبيعتها، أوضح الناطق الرسمي باسم الأمن الوطني، أنه يصعب مراقبة الشريط الحدودي الشرقي، وبما أن هناك أشخاص يستطيعون التسلل منه للدخول إلى المغرب فرارا من الاوضاع جنوب الصحراء، فإن الشبكات الإرهابية التي تتاجر في البشر، تستطيع إدخال قطع سلاح إلى البلاد، مما يجعل وضعية هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين معرضين للاستقطاب للقيام بعمليات إرهابية، خصوصا وأنهم غير منقطين في المغرب. بالمقابل أكد سبيك أن المصالح الأمنية تعمل بشكل حثيث على مراقبة المحلات التي تباع فيها قطع السلاح والخراطيش المخصصة للقنص، وتفرض شروطا دقيقة لحمل رخصة الصيد، كما تلزم جميع المرخص لهم بإطلاق طلقتين تجريبيتين تحت المراقبة الأمنية وتسجيل مطلقها ورقم بندقيته، وذلك ضمن تتبع الأثار.

 

وحول دلالة ضبط الخلايا الأخيرة في المناطق النائية والهامشية، أكد سبيك أن هذا لا يعني أن المناطق الهشة تفرخ هؤلاء المتطرفين، بدليل أن مواطنين يتبوؤون مراكز مهمة في البلاد منحدرون من الأحياء الفقيرة؛ مستدركا أن الأمر يتعلق بشخصية هؤلاء المتطرفين الذين يشتغلون بغطاء ديني لاستقطاب غيرهم ودفعهم للعمل الإرهابي، مستغلين فضاءات التواصل الاجتماعي والتطبيقات التقنية، وهو ما يبين تحولا في طريقة الاشتغال من الاستقطاب المباشر عن طريق حلقيات الإعداد إلى التواصل الافتراضي، والذي تتتبعه المصالح الأمنية المختصة.

 

وحول استمرار هذه الخلايا في العمل رغم المجهودات الأمنية المبذولة، قال العميد الإقليمي سبيك، إن هؤلاء المتطرفين ينجحون في الاستقطاب نظرا لتركيزهم على الجانب العقائدي، فيستغلون أشخاصا متدنين في فهمهم للدين الصحيح، ويستعملون مصطلحات دينية من قبيل الجهاد والشهادة والجنة والإيمان والكفر في غير سياقها، كما يتم بتر المقتضيات الدينية عن سياق نزولها، مما يجعل المنذور للموت، ينخرط في أي توجيه له. ومع ذلك يؤكد الناطق الرسمي بأن المصالح الأمنية، ستظل حريصة على الأمن العام للمواطنين، لأن هذا هو مناط وجودها؛ منبها إلى أن نشر بعض منصات التواصل لأخبار زائفة تهم الأمن العام، يجعل المواطنين يعيشون ذعرا وهلعا أكثر من الإرهاب المادي.