الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: أبطال في الظل

محمد شروق: أبطال في الظل محمد شروق
هناك بطلات وأبطال بالمغرب لا يبحث عنهم الإعلام في زمن الإثارة و"البوز" يشتغلون في صمت ويقدمون التضحية تلو الأخرى دون حساب. من هؤلاء الأبطال، طارق المليح، الذي عرف كبطل للتحديات وبطل للإرادة ورسخ للرياضة رسالتها الإنسانية.
في عام 2015، تحدى طارق المليح نفسه سنة وقرر القيام بـ 30 ماراطونا في 30 مدينة مغربية ولمدة ثلاثين يوما.
وقد جاءت الفكرة في أجندة طارق للتحديات بعد أن التقى عداء بلجيكيا يقوم بماراطون من أجل التحسيس بمرض السرطان. ولما عرف أن هذا الشخص يقوم بذلك لأن المرض اختطف منه والده وأراد بذلك الماراطون أن يحارب السرطان بطريقة خاصة من خلال التوعية والتحسيس والوقاية منه. وصلت الفكرة إلى ذهن طارق لأنه هو أيضا فقد والده بسبب السرطان وهو في سن الـ 13 سنة. وكان الأب المليح في عمر الـ 51 عندما انتهى أجله في هذه الدنيا.
لم يتردد طارق المليح وقرر وخطط ونفذ: من مدينة طنجة إلى العيون قطع مئات الكيلومترات، مر على 30 مدينة في 30 يوما وفي كل يوم يجري مسافة ماراطون، أي 42 كلم..تعب طارق وغامر ولكن الإرادة كانت قوية وأوصل رسالته..
ومن هناك كانت انطلاقة طارق المليح لتنظيم تظاهرات أخرى منها على الخصوص، تنظيم سباق حول العطاء وتحديدا التوعية حول التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة من أجل منح الأمل في العيش لكل مريض محتاج.. طارق وسع أنشطته وأطلق حملة للتحسيس بأهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ والبيئة ونشر خبرته حول أهمية الرياضة والتغذية بدون قيد ولا شرط..
لقد قدم طارق المليح ومازال من خلال إنجازات غير مسبوقة أن يقدم الخدمة للقضايا الإنسانية والوطنية.
وما أحوجنا في هذا البلد السعيد لأشخاص من قبيل طارق لتقديم النموذج في الكرم والعطاء خدمة لمحيطه ومجتمعه ووطنه..
وها هو طارق المليح يحاول أن يعيش تحديا جديدا يتمثل في الحلم بخوضه 1000 كلم خلال 10 أيام، من شمال المغرب إلى جنوبه.
ومنذ سنتين وطارق يشحن نفسه بالعزيمة والرغبة في إكمال الوصول إلى الهدف وأيضا من خلال الاستعدادات البدنية عبر تداريب يومية شاقة..
وكما عودنا طارق على تحطيم جميع الحواجز النفسية والبدنية، فإنه من المؤكد أن ينتصر على آخر عقبة.. عقبة التمويل.