الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: سيدي الفقيه.. سبحان الله… لقد لغَوْتَ

يوسف غريب: سيدي الفقيه.. سبحان الله… لقد لغَوْتَ يوسف غريب
سيدي الفقيه.. 
لا أملك من ناصية المعرفة الشرعية والفقهية ما حباك الله بها…بوّأتك رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. لكني أجد نفسي كذاك الشخص البسيط الذي يقف خلف الإمام الذي يحاول أن يثير انتباهه لحظة زيغه بلفظة (سبحان الله الفقيه.. سبحان الله..) وفي أحايين أخرى يستعمل التصفيق حتى يعود إلى رشده… وهي ما يعزّزُ موقعي في إثارة انتباهك أيها الفقيه وأنت تستهزئ في أعظم مخلوقات الله سبحانه وتعالى وحظيت بالتكريم.. وسجود الملائكة له إلاّ ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين.. 
بل إن هذا الموقف الاستهزائي من سيدات يعاكسن قناعاتك.. هو في عمقه طعن في آيات الله سبحانه وتعالى أبلغها ماجاء في الذكر الحكيم :” هو الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ..” وأجملها ” وصوّركم فأحسن صوركم”.. أو مارواه أحمد، وصححه الألباني على شرط الشيخين :
( فقد أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره، فأسرع إليه فقال: ارفع إزارك واتق الله. قال: إني أحنف تصطك ركبتاي! فقال: ارفع إزارك؛ فإن كل خلق الله عز وجل حسن. فما رئي ذلك الرجل بعد إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه)… 
بل الأفضع والأبشع من كل ماسبق أننا حين نتأمل قولك (لا يجدونه لا في الحلال ولا في الحرام) تكون كمن يرفع القيد الشرعي عن النساء الذميمات القبيحات حسب رأيك.. فلا حرج في ذلك إن وجدن اليه سبيلا… وكأن الحلال والحرام في قناعتك الدينية موجود للجميلات الحسنوات.. وهي للأسف نظرة استعلائية استكبارية تختزل المرأة في شكلها الجسدي الحامل لكل مثيرات الشهوة لدى الرجل.. بل هي صلب العقيدة الإخوانية بشكل عام… 
تلك العقيدة التي يعتبر الإيمان بها شرطا أساسيا للالتحاق بالثلث الناجي الصالحين.. المصلحين الخائفين الله والمنضبطين لشريعته… والبقية شواذ ومفسدون ولصوص لا يستحقون الا الاستهزاء والسخرية…
لذلك أرفع صوتي وبدون أدنى للقول لكم سيدي الفقيه لقد لغوتم…واستهزأتم بأجمل مخلوقات الله سبحانه… وهو ما لا يتناسب ووضعكم الاعتباري الذي يتطلب من صاحبه الكثير… الكثير.. من تواضع العلماء.. 
على الهامش: 
هل تعرف سيدي بأن جميع نساء العالم متساويات حين ينطفئ الضوء.