أنا عبد الله شفعاوي، اشتغل كأستاذ جامعي بأوطاوا عاصمة كندا؛ بعدما أعطيت دروسا في مكتب التكوين المهني والشغل ببرشيد بعد المغادرة الطوعية من الإذاعة والتلفزة المغربية بالرباط كمهندس رئيسي، في المواصلات السلكية واللاسلكية، التي قضيت فيها ما يقرب عن ثلاثة ثلاثين سنة.
درست مرحلة الكتاب القرآني في جماعة أولاد بوعلي، والتعليم الابتدائي بالبروج والتعليم الثانوي بسطات وقصبة تادلة.
وبعد حصولي على الباكلوريا التقنية، كمرشح حر بالدار البيضاء التحقت بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية الذي حصلت فيه على دبلوم مهندس مكنني بنيل دكتوراه تخصص الإشارات الرقمية بجامعة لافال بكندا.
كل هذا بفضل تعلمي بالمدرسة العمومية وهو مكسبي الوحيد في هذا الوطن...
فإذا أردتم أن ترفعوا أيديكم عن التعليم العمومي فارفعوها عن بيع البلد بدراهم رمزية.
إذا أردتم أن تطبقوا التقشف طبقوه عليكم وعلى رواتبكم وعلى تقاعدكم ونهاية خدماتكم وسفرياتكم ودراسة أبنائكم واستشفائكم وسياحتكم واقتناء أفخم السيارات لكم ولعائلاتكم...
لا ترفعوا أيديكم عن المدرسة العمومية والجامعة العمومية التي يدرس فيها أبناء المعلم الذي علمكم، وأبناء الشرطي الذي يوفر أمنكم، وأبناء الجندي الذي يحمي ثغوركم، وأبناء الفلاح الذي يوفر قوت يومكم، وأبناء العامل الذي يشتغل في معاملكم ومناجمكم وضيعاتكم، وأبناء الخادمة التي تنظف بيوتكم، وأبناء الفقراء الذين جازفوا بأرواحهم وعائلاتهم وأعمالهم وممتلكاتهم ليسترجعوا ما سلب من هذه الأرض الطيبة.
هؤلاء وغيرهم هم الوطن وهم الشعب وهم من يجب العودة إليهم قبل وضع الخيط في الإبرة التي أرى أنكم تعدونها لوضع آخر (غرزة) في كفن هذا الوطن.
عودوا إلى رشدكم وتذكروا أنكم من سواد هذا الشعب ومنه وبفضله صرتم إلى ما صرتم عليه.
فليحيا الوطن المغبون!!