السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

"أحضي راسك من خيانة الأطباء" يجر الغضب على محمد عمورة!!

"أحضي راسك من خيانة الأطباء" يجر الغضب على محمد عمورة!! محمد عمورة

أثار برنامج "أحضي راسك"، الذي يقدمه محمد عمورة، على أثير الإذاعة الوطنية، الكثير من ردود الفعل الغاضبة، خاصة أن موضوع الحلقة كان "فئويا" يهم "مجتمع الأطباء"، وعنوانها كان صادما يتحدث عن "خيانة الآطباء".

 

كل البهارات كانت معدة سلفا ليكون توجه البرنامج من خلال عنوان حلقته "المثيرة" هو "جلد الأطباء"، بالرغم من محاولة عمورة التخفيف من حدة التحامل على الأطباء عبر التأكيد أنه يقصد فئة من الأطباء "المحتالين" و"النصابين"، لكن ذاك لم يشفع له من السقوط في "الشعبوية" و"التعميم" وتمرير رسائل "سامة"، كان لا يجدر أن تمرر عبر أثير الإذاعة الوطنية، خصوصا مع التقرير "الأسود" الذي صنف الخدمات الصحية في "الدرك الأسفل"!!

 

لذا كان السياق غير مناسب، وحتى "القيم" التي يمررها البرنامج كانت تنبني -كما جاء في ردود المنتقدين لمضامين الحلقة- على خطاب "التحريض" ضد الأطباء، وتشجيع المريض على "عدم الثقة" في وصفات الطبيب والتشكيك فيها، بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على "علاج مواز" و"سلطة" معرفية وطبية، كما ينصح بذلك منشط البرنامج، كأحد الاحترازات والوسائط "البديلة" لكشف احتيال الطبيب. وهو "مطب" آخر سقط فيه البرنامج، لأن معظم الأطباء يحذرون من خطورة الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي لتشخيص أمراضهم، للانعكاسات السلبية لمجموعة من الأعراض الصحية والمعلومات الطبية الخاطئة التي يمكن أن تؤثر نفسيا على المريض وتزرع في قلبه المخاوف والأوهام، وهو تحريض مباشر من البرنامج على "تبخيس" مجهود الطبيب واختزال سنوات من التحصيل العلمي والأكاديمي في "صرّاف آلي" لابتلاع العملات.

 

مختلف الردود على حلقة عمورة "المثيرة" كانت في مستوى خطاب "العنف" الذي يمرره، وكانت من قبل أطباء، من بين هذه الردود "أنا طبيب، مع الأسف مشكل الصحة هو مشكل منظومة صحية كاملة وليست في الطبيب أو الممرض لوحدهما، واللذين يجدان نفسيهما أمام المواطن مباشرة. هذا الأخير يحملهم المسؤولية كاملة وفي أغلب الأحيان ليسا مسؤولين عن الكثير من المشاكل التي اغلبها تنظيمية ولوجيستيكية من قلة امكانيات وموارد بشرية وغياب قوانين تنظم المهنة وتحمي المريض وكذلك الطبيب والممرض من أي خروقات. هذا هو الفرق بيننا والدول الغربية. وما سيزيد الطين بلة هو فتح الباب للكليات الخاصة بالطب وصحاب الشكارة غايولي المريض زبون مع الأسف".

 

وفي رد آخر "السي عمورة الأطباء أشرف وأنبل من أن تتطاول عليهم بهذا الشكل المهين، فيكفي أن تقول إن الأنترنيت سوف تجعل المريض يناقش الحالات فهذا هراء لا ينطق به إلا البلهاء. كنت أتمنى أن توعي المواطنين ضد الدجالين والمشعوذين والسياسيين الفاسدين وناهبي المال العام، ولكنك فضلت التحامل على من عالجك يوما ومن عالج طفلك يوما وطمأنك عليه وعلى من سهر على زوجتك الحامل".

 

التعليقات لم تقف عند حدود العتاب فقط، كما ورد في هذا الرد "أنا طبيبة أمضيت أيامي فيما يرضي الله من تفاني تجاه أي مريض صغر أم كبر شأنه. لم ولن أسمح لأي مخلوق التخوين ومحاولة الطعن في مصداقيتي. أمم هي ذريعة لإسقاط الطبيب ودفع عديمي التكوين والوعي لنخر عقول البعض".

 

التعليقات الغاضبة وجهت تحديا مباشرا لعمورة في هذا الرد "لن تستوعبه أبدا، ولن تفهمه رغم أنك تظن أنك فهمت، ما سيزيد في عقدتك النفسية مع المرض، الوسواس، وستتعقد علاقتك مع طبيبك بالتجرئ في مناقشته بتطفٌلٍ وبحكم مُسبٌقْ ومغلوط. ما يؤثر حتماً سلباً في علاقتك مع طبيبك. وهذا ليس أبدا ما يبحث عنه المريض وليس في مصلحة أحد. فقدان الثقة في طبيبك وعدم الثقة والشك في الدواء الذي يصفه لك طبيبك لن يؤدي أبدا إلى نتيجة مرضية، بل قد يؤدي إلى العكس تماما، على الأقل تدهور الحالة النفسية. ولهدا فنصيحتي للناس، هو أن يعملوا جاهدين لبناء علاقة طيبة وطيدة، بينهم وبين طبيبهم، علاقة مبنية على الصدق والثقة والاحترام المتبادل. بهذا التصرف العقلاني ستساعد طبيبك لتشخيص مرضك ووصف الدواء المناسب. هذا يعني أيضاً أن تبتعد عن كل طبيب لا تستطيع أن تمنحه ثقتك. فالثقة هي أول دواء وأساس الفرج والشفاء".

 

التعليقات تبنت أيضا نبرات التصعيد في هذا الرد "لا أفقه كثيرا في المساطر القانونية لكن ما أعلمه هو أنه سوف تكون متابعة البرنامج من طرف ممثلينا. إن صورة مجتمعنا الآن لا تكاد تتغير كل يوم بصفة رجعية رديئة حتى بدت لي متقهقرة ضعيفة. لن أستسلم، هذه أرضي ووطني".

 

يبدو أن حدة التصعيد ضد برنامج عمورة اتخذت منحى قويا، فرسائل البرنامج كانت أكثر جلدا وقسوة على الأطباء، وخطاب التخوين والتبخيس من مهنة نبيلة شكل صدمة وضربة قاصمة لقطاع يعاني من اختلالات بنيوية لم يتطرق لها البرنامج ولو بنصف كلمة.