الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

عمال شركة "أوزون" للنظافة... تضحيات لا توازيها مكتسبات!!

عمال شركة "أوزون" للنظافة... تضحيات لا توازيها مكتسبات!! من إحدى الوقفات الاحتجاجية لعمال شركة أوزون للنظافة

إنهم من وسط اجتماعي فقير... البعض تكسرت آمالهم الدراسية على صخرة الفشل أو المعاناة من البطالة؛ والبعض الآخر يعيلون أسرا ولم يجدوا بديلا عن العمل وسط النفايات في ظروف مقرونة بالعديد من المحن والمعاناة.

 

هكذا يجاري عمال النظافة عملهم اليومي في أجواء غير منعزلة عن الإحساس بمشاعر المحن. وتبقى شركة "أوزون" واحدة من الشركات التي أصبحت حاضرة في المشهد الوطني من خلال فوزها بالتدبير المفوض للنظافة لما يقارب 60 جماعة ترابية.

 

معطيات تخدم مكونات الشركة وترسم أمامها خطوات التفوق والنجاح، لكن ما هي المكتسبات التي تحققها هذه الشركة لعمالها باعتبارهم قطب الرحى في كل برامجها اليومية؟ فبتصفحنا لأجور عمال هذه الشركة نجدها لا توازي الخدمات المضنية والمتعبة التي يقومون بها. وإذا كانت هناك اتفافيات وشراكات مع مجموعة من النقابات، فلماذا لم تفرض هذه النقابات تحسين الراتب الأساسي لهذه الفئة التي تستأنف عملها في فجر كل يوم، ولا تنهيه إلا في وقت متأخر من الليل.

 

رغم الحديث عن وجود تبادل للأفواج وفق برامج خاصة، إلا أن "ضغط" النفايات يزداد، كلما غاب النظام الزمني لهؤلاء العمال. فالتضحيات الجسيمة لهذه الفئة برزت بشكل جلي خلال مناسبة عيد الأضحى، ذلك أنها لم تنعم بنعمة عطلته ولا بنعمة أجوائه، مواصلة تضحياتها بمزيد من الجد والمتاعب، حيث نجحت في مهامها لأبعد حد... وفي الأخير، يتحدث مسؤولو الشركة بنوع من الافتخار "قمنا بكذا وكذا.... ".

 

إن مبادرة مسؤولي شركة أوزون ليس من المفروض أن تكون في التصريحات الإعلامية أو بتنظيم الأنشطة "الإشعاعية"، وإنما بالتركيز على مطالب هؤلاء العمال بتحسين أجورهم بالشكل الذي يجعلهم يجابهون تكاليف الحياة بدون إحراج. فواقع الحال يفرض تحقيق مكتسبات أخرى لهم ولأسرهم، من شاكلة التطبيب بشكله المتكامل، والمخيمات الصيفية لأبنائهم، وأداء مناسك الحج لفئة معينة...

 

وإذا كان من تقدير وامتنان، فإن هؤلاء العمال يستحقون نيلهما، فما بذلوه من تضحيات بمناسبة عيد الأضحى يبقى خير شاهد على مجهوداتهم الجبارة من أجل تيسير النظافة لكل الأزقة والأحياء.