الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الجليل أميم :معيدين ولبغا يطرطق يطرطق

عبد الجليل أميم :معيدين ولبغا يطرطق يطرطق عبد الجليل أميم
عيد الأضحى أو العيد لكبير في ثقافتنا ليس عيدا يثقل كاهل المغاربة، بل عيد حركة اقتصادية تصل إلى 8 مليارات من الدراهم (تقديرات 2011) التي يتم تحويلها إلى العالم القروي، عالم الفقر، عالم الحرمان.....
عيد ينتظره الفلاح الفقير ليرد رأس ماله أو ليعزز أرباحه من جيوب بقية المغاربة ممن يزاولون مهنا وحرفا أخرى، وكذلك من جيوب الموظفين بالأساس، وهو قبل ذلك شعيرة دينية رمزية لها دلالتها، إنه من الطقوس التي تنتمي لنسق الإسلام باعتباره دينا،
عيد الأضحى عيد تزدهر فيه أنشطة اقتصادية يستفيد منها العاطلون، المحرومون، المحتاجون، عيد الأضحى عيد التكافل والتعاون وتقاسم آلام الفاقة،
عيد الأضحى عيد تتحرك فيه عجلة القطاع الفلاحي بامتياز، ومع هذا العيد ينهي الكسابة دورة تربية مواشيهم ويشرعون في دورة ثانية تعتبر عند بعضهم أهم دورة تجارية سنوية على الإطلاق.
عيد الأضحى غدا مغريا حتى بالنسبة للمحلات التجارية الكبرى والتي تتعاقد مع الفلاحين لتزويدها بما تحتاج من المواشي،
عيد الأضحى وإن بدا في ظاهره مثقلا لكاهل البعض فإنه مخفف لكاهل من ننساهم طول السنة/ إنهم الفلاحة، الكسابة، النقالة، الحدادين، اللباطين، بائعوا الجلود، المستثمرون في الصوف، باعة الفحم.، باعة الأعلاف والتبن، وأصحاب العربات الصغيرة، الحمالة،...وباعة التوابل.....
عيد يستفيد منه هؤلاء، بشكل كبير، ومع الدخول المدرسي نكون قد قدمنا لهم خدمة كبيرة تعينهم على تحمل نفقات الموسم الدراسي........
عيد الأضحى عيد لا يمكن تجاوزه أو استبداله بما هو أدنى. لكنه بالمقابل عليه أن لا يكون عيد الأوساخ بل عيد النظافة، ولا عيد المباهاة بل عيد التكافل، ولا عيد التكلف بل عيد الاستطاعة.....عيد الأضحى هو عيد: لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)
إنه عيد الإحسان المادي والمعنوي، ومن مظاهر الإحسان أن تشتري خروفا يجزئ في الأضحية وتتصدق بالباقي، فتكون جمعت بين الحسنيين، بين أداء الشعيرة، ومساعدة المحتاج: أي إذا كنت ستضحي ب 3000 درهم، فاشتري خروفا ب 2000 درهم وتصدق بالباقي، وهذا شخصيا ما نقوم به نحن مجموعة من الأصدقاء منذ سنوات، إذ نكلف أحدنا بشراء الأضاحي التي تجزئ، وما تبقى من المال نشتري به لغيرنا من المعسرين.
إن أضحية العيد عبادة وليست عادة،
عيد الأضحى عيد من عيدين اثنين تحتفل بهما هذه الأمة، ولا يمكن أن نحرم أنفسنا نكهة وحلاوة وعبادة واحتفالات عيدين تعبدين وبالمقابل نفتح باب الإنفاق في مناسبات عديدة وعطل وسفريات وأعراس...... ننفق فيها أضعاف أضعاف ما ننفقه في عيد أراده الله أن يكون عيدا بشكله الذي هو عليه، ولا نفكر في الاقتصاد إلا في شعائر الله.
نعم للعيد، نعم لترشيد الإنفاق، نعم للنظام والترتيب والنظافة، لا لنقض عرى الإسلام.