الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

إدريس كسرى: هذه الزوبعة تسائلنا عن "أدب الفايسبوك"

إدريس كسرى: هذه الزوبعة تسائلنا عن "أدب الفايسبوك" إدريس كسرى

بلغني أن الفتيات البلجيكيات عدن إلى بلدهن يحملن حقائبهن، بعد أن شغلن الناس بحضورهن وتطوعهن لإصلاح طرق ومسلك في قرية بإقليم تارودانت.

 

تركت الفتيات معالم جديدة في الدوار الذي استضافهن كما تركن صورا تتراوح بين الصادمة للمتكلسين والرائعة للتواقين لكل ما هو إنساني.

 

لكن التناسل السرطاني الفيسبوكي الذي ملأ فراغ كثير من الحسابات يظهر بجلاء ضرورة التفكير الجماعي في (أدب) الفايسبوك بالمغرب. ففي اللحظة التي يعتبر فيها الفضاء الأزرق مجالا للفكر والثقافات في كثير من الأمم لحد الحديث عن رواية وشعر وقصة وموسيقى ومقالة ورأي الفايسبوك، مازال مكتوباتنا (أدنى معنى من معاني التدوينات)، عندنا لم تنفصل عن مناوشات الدرب ومزايدات مجانين الكرة وهمز ولمز الحمامات الشعبية أو ما يسميه شباب الجيل ب (النويطات) أننا فعلا أمام أدب (النويطات) سطور صغيرة مشحونة بالعنف اللفظي، اعتداء على حرمة الصور وتحميلها معان (لا تحتملها رغم...) ضيق نفس في التحليل غياب معطيات ومستندات، عدم قدرة على المراجعة والنقد الذاتي ومقارنات (بليدة)، وما تثيره من مناقشات وردود فعل تعتمد الإشارات والوجوه الصفراء والقلوب الحمراء والأيدي الزرقاء، وفي كثير تصبح (المناقشات والردود) كتابة بالطلاسم تستدعي نقط (الصمت أو العجز) وليس الحذف وتلك الهاءات التي أصبحت حرفا فايسبوكيا.

 

إن أدب الفايسبوك نصوص مفتوحة للجميع، وعليه أدعو لإقامة ندوة فايسبوكية حول محتوياتها... لإقامة تعاقد يسمو بها ويحررها من طابع ردود أفعال إلى تدوينات عميقة ذات نفس طويل وتحليل رصين يجنبنا المتاجرة بآلام الناس وأحوالهم.

 

مع تحيتي وإكباري لكثير من الأقلام التي تشكل القاعدة مادام ما تحدثنا عنه أعلاه استثناء (لم يكن الحديث عن الفتيات البلجيكيات إلا دافعا للإدلاء بهذا الرأي المتواضع).