السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

وتستمر معاناة مرضى الغدد الدرقية مع انقطاع دواء "ليفوثيروكس"..

وتستمر معاناة مرضى الغدد الدرقية مع انقطاع دواء "ليفوثيروكس".. نفاذ دواء ليفوثيروكس من الصيدليات يؤرق المرضى
"الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء، لايعرف قيمتها إلا المرضى".. قد نمر مرور الكرام على هذا المثل، لكن عندما تكون مريضا ويلزمك الطبيب باتباع وصفة يومية من الدواء تتناولها طيلة حياتك، وأي انقطاع لها، يهددك بمتاعب صحية قد تودي بحياتك، يكون لهذا المثل قيمة عندك..
لطيفة، واحدة من مئات الآلاف بالمغرب من المريضات بقصور الغدة الدرقية، مما يجعله مرضا نسويا بامتياز مع بعض الاستثناءات، (80 في المائة من المرضى بفرنسا نساء، والعدد الإجمالي هو 3 ملايين مريض)، لم تقف معاناتها مع المرض باستئصال الغدة الدرقية، وما خلفه ذلك من اضطراب وظيفي لأعضاء جسمها، من قبيل تعرض الحبال الصوتية للضرر - نظرا لكونها قريبة من منطقة الجراحة، إضافة إلى التعب المستمر وعدم القدرة على التحمل، نظرا لما تسببه العملية الجراحية من خلل في كمية الكالسيوم في الجسم.. 
كل هذا قد يتم التغلب عليه مع مرور الزمن، والعملية الجراحية التي كلفت لطيفة 11 ألف درهم، وما رافقها من تحاليل طبية بين 300 و600 درهم، لم تتوقف عند هذا الحد، بل ألزمها طبيبها بتناول دواء "ليفوثيروكس" يوميا مدى الحياة، اي بمعدل علبة من 30 حبة شهريا، بثمن اقصاه 25 درهما للعلبة، مع إجراء التحاليل بين الفينة والأخرى.
منذ بداية شهر يوليوز 2019، لاحظت لطيفة ان دواء "ليفوثيروكس"، بدأ يقل عرضه في الصيدليات، خصوصا وأن ذلك تصادف مع قرب انتهاء احتياطها الخاص من الدواء الذي كانت تقتنيه كل 3 أشهر، "هاذ الدوا مقطوع"، كانت إجابة موحدة لجميع الصيادلة التي كانت لطيفة تقصدهم بمدينتها، اضطرت معه لطلب مساعدة قريبة لها بإحدى المدن الصغيرة، وبصعوبة بالغة وفرت علبتين ومع ذلك فهي قاب قوسين او ادنى من نفاذ حباتها.
لطيفة ليست الوحيدة التي تتعاطى لهذا الدواء الأكثر مبيعا في العالم، وإن كان حظها جيدا بعد ان وجدت ما يكفيها لأقل من شهر، فإن العديد من المريضات لم يكن مثلها في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ليجدن أنفسهن بين ليلة وضحاها أمام أمر واقع هو نفاذ الدواء من الصيدليات، ورغم لجوءهن لأطبائهن، فإن الأمر زاد تعقيدا من عدم معرفة بعض الأطباء لبديل علاجي له، بعد ان احتل دواء "ليفوثيروكس"، المرتبة الأولى ليس في المغرب بل في العالم ككل، حيث أفادت مديرية الأدوية والصيدلة التابعة لوزارة الصحة، أن استهلاك هذا الدواء في المغرب يتراوح بين 300 و320 ألف علبة شهريا! وهو ما يجعل مصير هؤلاء المريضات في كف عفريت بعد انقطاعهن عن تناول هذا الدواء منذ يوليوز 2019..
ورغم صدور تطمينات من زارة الصحة منتصف الشهر الماضي، كون بعض جرعات هذا الدواء تعرف صعوبات في التموين على الصعيد العالمي نظرا لارتفاع الطلب عليها خلال هذه السنة، ومبادرة الوزارة إلى التنسيق مع المؤسسة الصيدلانية المسوقة لهذا الدواء قصد احتواء هذه الحالة العابرة، وذلك بتسيير المخزون الاحتياطي لباقي الجرعات من نفس الدواء، الذي سيعرف استقرارا تدريجيا ابتداء من نهاية شهر يوليوز 2019، فإنه بعد مرور شهر ما زال فقدان هذا للدواء حاصلا في جميع الصيدليات، جعل المعنيات بالأمر يستنجدن بخدمات أقربائهن في الخارج، في ظل الخوف والفزع المنتشر بين مرض قصور الغدة الدرقية.
اليوم، السبت 3 غشت 2019، يخرج المختبر المستورد الرئيسي لهذا الدواء بتوضيحات مفادها:
• توصل المختبر بكميات وافرة من الدواء تغطي ما بين 3 إلى أربعة أشهر من حاجيات المرضى.
• تأكيد المختبر أنه كان يهدف- على المدى القريب- تأمين المخزون من الدواء في أسرع وقت ممكن.
• كما أنه سيضمن توزيع الكميات المتاحة بشكل متساوٍ في جميع أنحاء المملكة لضمان وصولها لجميع المرضى.
• ويشدد المختبر على أن توزيع المخزون المتوفر على المؤسسات الصيدلية للتوزيع سيكون حسب وتيرة العرض المعتادة خارج فترات الذروة.
من جهة أخرى يدعو المختبر إلى تحسيس صيادلة الصيدليات بصرف ما يعادل شهر واحد من العلاج لكل مريض، وأن الكميات المستوردة تستجيب بشكل دقيق لدفتر التحملات المسجل بالمغرب..
وبعيدا عن بلاغات وزارة الصحة والمختبر الطبي، تستمر المعاناة وينتشر الفزع والخوف من كارثة صحية بدأت تظهر ملامحها!