الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

رحم الله السي عبد الله العسيبي هناك في الأعالي، سيشعلون له الند

رحم الله السي عبد الله العسيبي هناك في الأعالي، سيشعلون له الند الزميل لحسن لعسيبي رفقة والده المرحوم الحاج عبد الله
كان وجهه يحكي رواية  كلها حرائق، بابتسامة تقول ألا شيء يحترق في ذاكرته… هاديء،بسيط، يبعث موجات طمأنينة لكل من يتملى بياضه الامازيغي ، كما لو كان بقايا  ثلج عتيق قادم من جبل سيروا.. عبد الله  العسيبي، لم يعد والد صديقي لحسن، منذ أن عرفته..
قبل معرفته ولقائه في بداية التسعينيات من القرن الماضي، كان  شخصه يتشكل من الحروف المعجبة التي كان يرويه  بها الحسن، ابنه وزميلي  في شبيبة الحزب  والأدب وقتها، عندئد كان والد لحسن..
من بعد، صار والدنا جميعا وصديقنا البعيد الذي يطل من الفينة والاخرى ، بالجريدة  وفي ثنايا الكلام…
فيه شيئ من والدي: نحافته الجبلية، هدوءه و صمته البليغ، وايضا بعض بياض يشوب سمرة مخبأة…
وعاطفة تنتقل اليك بمجرد أن يقترب منك لأول مرة..
في بيته، توطدت صداقتي بابنه، ثم تعرفت على اخويه محمد وحكيم…
ولد الرجل في حضن الوطنية، ورافق شيخ العرب، وكان يكفي ذلك ليثير اعجاب الشباب الاتحادي الذي كناه ويثير تقدير المناضلين الكهول الذي صرناهم..
حافط مع ذلك على شيء من براءته الاولى: كانت ابتسامته، حقا ، ككلمات طفل حطت على شفتيه.. لحسن الحظ اننا عرفناه..
في زمنين
زمن التألق والتجرد والصراع والزنازن
وزمن الهدوء وارتفاع الغشاوة عن سحر النضال
وتحول البلاد الى  واقع بِسُمْكِ ورقة نفركها علَّ اسماء الشهداء تطلع من حبرها السري..
يحب ابنه لحسن أن يصفه بالرجل ذي المعطف الطويل، كما في صورة على شاشة طفولته
كما لو ان اسمه؛ كاسم حلم دافيء ونبيل 
يشرق  ويضيئ المشهد كله الآن..
ببساطة لانه من طينة مناضلين لم تعد الارض قادرة على ان تستنسخهم..
 صارت السماء  غنية بهم
كما لو غادرتنا إلى شعب آخر..
أحب أن أتذكره كمحاولة تمريض ذاتي...كوصفة هدوء  للتطهير الذاتي
 وأيضا لقياس المسافة التي قطعناها ، بلاد وعبادا في تجاه متعرج، لا يليق باستقامته الوافية..
يمكن الحديث عنه بلا انقطاع، والحديث ‘ليه عندما تغمره بسمته وتمتلأ عينيه بالكلمات..
اييه نعم، هولاء أمثال عبد الله، كانت الكلمات تسكن نظرتهم، لهذه كانت تتحدث الينا عند كل لقاء ويعلمونك بنوعِ النظرة نوعَ الوجود..
رحم الله السي عبد الله، والدنا الجامع، أكيد أنهم هناك في الأعالي، سيشعلون له الند كما يليق بضيف امازيغي شفيفٍ وَرعٍ …