الخميس 28 مارس 2024
سياسة

المصطفى قاسمي: ما يشغل الملك هو تحقيق التنمية الشاملة للمغرب

المصطفى قاسمي: ما يشغل الملك هو تحقيق التنمية الشاملة للمغرب الملك محمد السادس والمصطفى قاسمي

ألقى الملك محمد السادس يوم الاثنين 29 يوليوز 2019 خطابا قويا، بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش، "أنفاس بريس" اتصلت في هذا الإطار بالدكتور المصطفى قاسمي، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسطات وأجرت معه الحوار التالي بخصوص المضامين التي شملها خطاب عيد العرش:

 

+ كيف تفسر إصرار الملك على ذكر النموذج التنموي كل مرة في خطبه الأخيرة؟

- بداية يجب الإشارة إلى أن خطاب جلالة الملك نصره الله جاء في الذكرى العشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين، وهو فرصة وقف من خلالها جلالته على أهم الإنجازات التي فتح أوراشها مند اعتلائه العرش. وكان طبيعيا أن يرصد في هذا الخطاب الحصيلة التي تم إنجازها خلال هذه الفترة. لذلك نلاحظ أنه ركز من جديد على ذكر النموذج التنموي الذي ما فتئ يصر عليه في الخطابات السابقة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن ما يشغل الملك هو تحقيق التنمية الشاملة للمغرب. وهذا ما عبر عنه من خلال ذكره أن الإنجازات المحققة لا تزال فئة من المجتمع لم تلمسها بشكل مباشر. وتجب الإشارة إلى أن هذا كان من الأهداف الأساسية التي رسمها الملك في أول خطبه، حينما قال بأننا سنستمر في بناء دولة القانون. وكما هو معلوم فدولة القانون لها شقين: الأول هو المؤسساتي والقانوني؛ والثاني هو الجانب الاقتصادي الاجتماعي. وفي هذا الإطار يجب وضع التصور الملكي.

 

+ ما المقصود بمطالبته لرئيس الحكومة بإعداد تقرير حول الكفاءات؟

- جلالة الملك يدرك جيدا ما تتوفر عليه المملكة من كفاءات مغربية؛ ودليل ذلك هو استغلال الدول الأوروبية والأمريكية للكفاءات المغربية، نتيجة هجرة الأدمغة في تنمية شعوبها؛ لذلك فهو يعطي إشارة مباشرة للمسؤولين في تدبير الشأن السياسي والإداري للمملكة باعتماد المعايير الأساسية في كل عمل جاد، ألا وهي التكوين والاستحقاق؛ علما منه أن هذه المعايير هي أساس كل تحول مجتمعي نحو التنمية وحل المشاكل العالقة.

 

+ ما السبب في "مغازلة" الجزائر التي تناصبنا العداء دوما؟

- إن تذكير جلالة الملك للجزائر بموقف المغرب والمغاربة تجاهها، وإعطاء مثال على ذلك بالمجال الرياضي، لا أعتبره مغازلة، وإنما أراد جلالته تبيان كيفية اهتمام المغاربة بالشأن الجزائري وكأنه شأنهم؛ وهذا يتعدى ذلك إلى كافة المجالات بما فيها الشأن السياسي والاقتصادي. لذلك فجلالة الملك يمد يده من جديد للجزائر ليقول لها، إن قضايانا مشتركة، وحلها كذلك مشترك، حتى تعي بأهمية تصرفاتها السلبية في مواجهة قضيتنا الوطنية التي لن تزيدها إلا تأخيرا في حل قضايا مجتمعها وتنميتها. فتضافر جهودنا المشتركة من شأنه أن يساهم في تحقيق التنمية لمجتمعاتنا، وكذلك في الدفع بالتكامل الاقتصادي الذي سيؤدي إلى قوة البلدين.