السبت 20 إبريل 2024
سياسة

أبو حفص يقصف جبهة شيوخ التطرف "الشامتين" في وفاة الرئيس التونسي

أبو حفص يقصف جبهة شيوخ التطرف "الشامتين" في وفاة الرئيس التونسي أبو حفص (يمينا) والرئيس التونسي الراحل القايد الباجي السبسي

لم يستسغ محمد عبد الوهاب رفيقي، المشهور بالشيخ حفص، شماتة بعض شيوخ التطرف، ومنهم بعض زملاء الأمس، في وفاة الرئيس التونسي القائد السبسي، مؤكدا أن هذه الثقافة شائعة في العقلية المتطرفة، لذا لم يستبعد مثل ردود أفعال الفرح بموت المخالف مع عقيدتهم.

 

"ممكن يستغرب الواحد أن بعض الشيوخ يشمتون في موت المخالفين، ويفرحون لموتهم، كما وقع في حالة الرئيس التونسي الراحل القايد السبسي رحمه الله...

لي بغيت نوضح أن من يعرف العقلية السلفية لا يستغرب مثل هذا الأمر، لأن الفرح بموت المخالف حتى لو كان مسلما هو ثقافة شائعة ف الأدبيات التراثية، وخصوصا عند الأسماء الكبيرة لي كثير من الناس تعتبرها قدوة، بل تريد استعادة نموذج الحياة الذي كانوا يعيشونه وتنزيله ف القرن 21 ، لأنه بمنظورهم " كل الخير في اتباع من سلف"..

 

ولهذا لا غرابة نلقاو فتاوى موجودة اليوم على الأنترنت تؤصل لمثل هذه الشماتة، محمد صالح المنجد مثلا الشيخ السلفي المعروف يجيب في موقعه المشهور الإسلام سؤال وجواب عن حكم الفرح بموت المبتدع، (المبتدع وصف قدحي لكل مخالف في الفكر والراي):

"الفرح بمهلك أعداء الإسلام وأهل البدع المغلظة وأهل المجاهرة بالفجور أمر مشروع، وهو من نِعَم الله على عباده وعلى الشجر والدواب، بل إن أهل السنَّة ليفرحون بمرض أولئك وسجنهم وما يحل بهم من مصائب" https://www.google.com/amp/s/islamqa.info/amp/ar/answers/154727

طبعا مثل هذ الفتاوى كثيرة يمكن الرجوع إليها، وكما قلت هي فتاوى مرجعيتها قرون قديمة كان الصراع والاختلاف الفكري فيها عنيف، وكان الاختلاف العقدي تيخلي الناس تشمت ف بعضها وتسب بعضها باسم " حماية السنة" و "الدفاع عن العقيدة"..

 

الإمام أحمد بن حنبل مثلا لما سئل: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد (شيخ معتزلي كان مختلف مع ابن حنبل في تصوره لقضايا الاسماء والصفات)، عليه في ذلك إثم؟ قال: ومن لا يفرح بهذا؟ "السنَّة" (5/ 121).

 

يحكي سلمة بن شبيب قال: كنت عند عبد الرزاق (عبد الرزاق الصنعاني أحد أئمة الحديث عند السلف) فجاءنا موت عبد المجيد (أحد شيوخ الإرجاء لي هو مذهب عقدي مخالف لعقيدة السنة في باب الإيمان) فقال: (الحمد لله الذي أراح أُمة محمد من عبد المجيد). (سير أعلام النبلاء (9/435)..

حتى ابن كثير المفسر والمؤرخ المشهور شوف كيف يصف ردة فعل السنة تجاه موت شخص فقط لأنه شيعي لي هو الحسن بن صافي: وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً، وأظهروا الشكر لله، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله ." البداية والنهاية" (12/ 338).

 

ومثل هدشي كثير ف الأدبيات العقدية والفقهية، فإذا كان هذا في مسلم يقاسمهم نفس الدين، فقط لاختلاف في القناعات التصورية، فكيف بمن يرونه كافرا مرتدا خارجا عن الدين، بل يرون أنه بدعوته للمدنية هو يحارب الدين والقرآن، ماشي غي غيفرحو لموته، بل غيذبحو الذبائح و يقيموا الولائم....

 

لهذا أقول: إنه دون القطع مع الفكر الصدامي والمليء بالكراهية للآخر، لي كان ف سياق زمني معين، راه يستحيل القضاء على مثل هذا الفكر المتطرف.

 

رحم الله القايد السبسي..

لا للتطرف الفكري"...