الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الإله الجوهري:احذروا وجوه الشر والتطرف..

عبد الإله الجوهري:احذروا وجوه الشر والتطرف.. عبد الإله الجوهري
أن تفوز الجزائر بكأس الأمم، وتخرج الجماهير العربية عامة والمغاربية خاصة، للإحتفال والإحتفاء، دليل على أن في القلوب أشياء تستحق الإنتباه، وأن الجماهير العربية لا تعكس بالضرورة السياسات الحمقاء لأنظمة، في مجملها، مفروضة على شعوبها بقوة الحديد والنار، أو بالإعلام الديماغوجي  الذي يعمل على نشر القليل من الحقائق، في مقابل زرع الكثير من الأكاذيب، أكاذيب تفبرك بغرض خلق أجواء مشحونة يجد فيها من لا يملك ذرة عقل، فرصة لزرع الألغام والأحقاد، وشن حرب لا تبقي ولاتذر، ألغام وأحقاد تخدم في نهاية المطاف من يستفيد من تشتتنا ويحلم بمزيد من التفتت لكياناتنا...
إذا كانت ، وكما أشرنا في تدوينات سابقة، حفنة من المغفلين "الوطنيين" أكثر من اللازم، تحاول أن تجهض الحلم والفرح الذي عم المغرب بفوز أشقائنا، فإن هناك ثعابين سامة خرجت من جحورها، واستغلت فرحة وتظاهر ساكنة مدينة العيون البهية، حيث حاولت أن تحول اللحظة، من لحظة فرح وبهجة وتعبير عن مكنونات النفس النقية، إلى  لحظة خواء ودم ودموع، أفعال تخريبية همجية أكدت بالملموس أن منطق العصابات هو من يحكمها ويتحكم فيها، وبالتالي يجب اقتلاع جذورها الإجرامية، ورمي أصحابها خارج منطق العقل والتاريخ والنور، أصحاب، أو لنقل عصابات، مشكلة بالأساس من بعض الخونة المندسين بيننا، وعشرات الأحداث الذين لا يعون خطورة الأفعال والممارسات التي يقدمون عليها، أحداث يتم عادة استغلالهم بشعارات مفبركة، وأوهام انفصالية منقضية، فيقع ما يقع، لكن منطق الشرعية والوحدة يكون دائما هو الأقوى، رغم أنف من يدبر وينفذ عادة تحت جنح الليل البهيم، أويسبح دون تبان وسط المياه الراكدة للمستنقعات السياسوية الرخيصة..
مناسبة القول، أن من يحاول التشكيك في حبنا المشترك (حب الجماهير المغربية والجزائرية) ويعمل جاهدا على تسميم الأجواء، لا يختلف في شيء عن العصابات التخريبية، التي أترفع عن ذكر من تكون، ومن يحركها في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ المغرب الكبير...
 لقد بدأ المرتزقة يحسون بأن شهر العسل قد أوشك على الإنتهاء، لهذا يعملون بكل الوسائل على خلق الفوضى والبلبلة الرخيصة الفارغة، فاحذروا منها يا جماهير المغرب والجزائر وكل المغرب الكبير....
عاش مغربنا الكبير موحدا بأحلامه وآماله وطموحاته التي نؤمن بامكانية تحقيقها، رغم أنف المرتزقة والجهلة الظالمين.
الصورة تخاطب فينا الإحساس الوطني الحق، لأنها مأخوذة عند باب الزنزانة التي سجن فيها الشهيد أحمد زبانة قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه بالمقصلة من طرف الإستعمار الفرنسي.

                                                        عبد الإله الجوهري،ناقد ومخرج سينمائي