الخيول الغالية الثمن لا تعرض في الأسواق....تباع داخل الاسطبلات تعرف "بورصة الخيول" عدم الاستقرار في أثمنتها بالمغرب، ارتباطا بجودتها وجمالها وقوتها، وتشتهر بعض المناطق بالرحم الولاد لإنتاج صنف الخيول العربية البربرية الأصيلة، في هذا السياق التقت جريدة " أنفاس بريس" بمهرجان أصيل بجماعة لمهارزة الساحل، بالفارس بوشعيب عمروس الملقب ب " بوشعيب السعيدي"، فارس ضمن كتيبة لمقدم رشيد سيكاس ممثل جهة الدار البيضاء سطات، وأجرت معه حوارا في الموضوع بصفته يمتهن تجارة خيول التبوريدة .
++ هناك حديث عن تجارة خيل التبوريدة في المغرب ( الخيل ما عندها ثمن)، حيث أن هناك إجماع على ارتفاع أثمنتها بالأسواق أو "ببورصة الخيل"، فضلا على أن ثمنها غير مستقر، تتحكم فيها لوبيات السماسرة ...هل تنفي ذلك أم تتمن هذه المعطيات ؟ و لماذا ثمن الخيول غير مستقر ويعرف ارتفاعا خياليا .
أولا ، على اعتبار أنني أمارس تجارة الخيول بالأسواق المغربية، أؤكد لكم، أن ارتفاع ثمن الخيول ذات الجودة العالية لا علاقة له بلوبي السماسرة، فلا يعقل أن نصدق بأن سمسارا ما قد يؤثر في عملية بيع وشراء حصان معين، ويربح في تدخله بين الأطراف ( البايع والشاري) أكثر من 2000,00 درهم إلى 5000,00 درهم على أكثر تقدير. هذا من جهة، وهذا الهامش في عملية السمسرة ليس هو الذي يرفع من قيمة الحصان ورفع سعره إلى أكثر من 20 إلى 80 مليون سم . بل أن ارتفاع الثمن تتحكم فيه مواصفات الجودة والأصل والنسب. أضف إلى ذلك أن تجارة الخيول تصدق عليها قولة " لمليح بثمنه" ، فالخيول الجيدة يصل سعرها إلى 50 و 60 أو 90 مليون سم، ولا تكفيها هذه الأثمنة . وهناك خيول متوسطة جدا على مستوى الأصل والنسب، و الجمال والقوة، والجودة، لا يتجاوز ثمنها بين سعر 5 إلى 7 ملايين سم ويمكن أن تصل إلى 10 ملايين سم في أبعد تقدير.
++ طيب ما هي المواصفات المكتسبة في هذه الخيول التي يصل سعرها إلى 90 مليون سم ؟.
مواصفات الخيل الجيدة، و الغالية الثمن هو الأصل العربي البربري، المتميزة بالعلو، أي أن يكون جسد الحصان عالي، وتنطبق عليه مقاييس العلو المطلوب، حيث يظهر شموخه ويبرز الفارس الذي يمتطي صهوته. ويمكن أن تلاحظ هذه المواصفات في بعض الخيول المشاركة في مهرجان أصيل والتي يصل ثمنها ما بين 40 و 80 مليون سم .
++ لكن لماذا ترفض الشركة المغربية لتشجيع الفرس الخيول العالية وصنفت البعض منها في خانة الخيول المجهولة النسب ؟؟
أتفق معك، على أن هناك بعض الجهات ( يقصد الجامعة ولاسوريك) تصر على أن الخيول العربية البربرية الحقيقية لا يمكن أن تكون عالية الهيكل، لأن علو الحصان العربي البربري لا يمكن أن يتجاوز ما بين 1,60 متر إلى 1,62 متر .
++ ولماذا نجد بعض الخيول تحمل وثائق تؤكد بأنها عربية بربرية أصيلة ويصل علوها إلى 1,70 سم؟
هذا هو السر الذي يجب أن يعلمه الجميع وهذا هو مربط الفرس، إن السبب مرتبط بجينات الوراثة التي تحمل الأم ( الفرس) لابد أنها تحمل جينات ( خيول فرنسية أو انجليزية ...) ، وأؤكد لكم أن كل الخيول ذات العلو الشاهق الذي يصل إلى 1,70 غير أصيلة وليست عربية بربرية 100% ؟.
هناك بعض الكسابة اليوم يحصلون على خيول عالية من خلال زواج فرس انجليزية أو فرنسية مع حصان عربي بربري أصيل. والخلاصة هي أن الخيول العربية البربرية الأصيلة 100% غير عالية ولا يتجاوز علوها ما بين 1,60 إلى 1,62 متر .
++ لماذا يصر بعض علامة الخيل على استعمال أحصنة عالية في حقل التبوريدة ؟
في الحقيقة جميع الفرسان الممارسين لفنون التبوريدة يعشقون امتطاء صهوات الخيول العالية الارتفاع ( 1,70 متر) ، حتى يظهر الفارس أو لمقدم بمظهر الشموخ والعلو فوق صهوة جواده... فعلا أن الخيول العالية الارتفاع تمنحك الإحساس بالشموخ والقوة والشجاعة وتبدو وكأنك تحلق بحرية في فضاء محرك التبوريدة، خلاف الركوب على صهوة حصان عربي بربري ( 1,60 متر)، وخصوصا بالنسبة للفرسان الذين يمتازون ببنية جسدية قوية وعالية وسيقان طويلة، حيث يجدون صعوبة في وضع أرجلهم داخل "الركابات" ، لذلك يصر بعض الفرسان على استعمال الخيول العالية الارتفاع في فنون التبوريدة. مع العلم أن كل من الجامعة الملكية المغربية للفروسية والشركة المغربية لتشجيع الفرس قد حسمتا في مسألة إقصاء الخيول المجهولة النسب ( العالية الارتفاع) من مسابقات كأس الحسن الثاني بدار السلام والتركيز على الخيول العربية البربرية الخالصة .
++ ما هي المجالات الترابية المعروفة اليوم بإنتاج جودة الخيول الأصيلة ذات الأثمنة المرتفعة ؟
الرحم الولاد ومنبع الخيول الجيدة اليوم بالنسبة لي، هو منطقة خريبكة وواد زم " ورديغة "، وخصوصا ب المجال الترابي ( السماعلة وتادلة و بني يخلف، وبني عمير...)، حيث تمتاز خيول هذه المناطق بالجودة والمواصفات الجميلة، و يقصدها كل عشاق الخيول رغم ارتفاع أثمنتها التي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 50 مليون سم ، وتتم عملية البيع والشراء من وسط الإسطبلات مسقط الرأس.
++ ما هي الأسواق المغربية المتخصصة في تسويق الخيول الجيدة؟
الأسواق المعروفة بتجارة الخيول "لمليحة" هي أربعاء لكفاف، بإقليم خريبكة، والتي تعرف أثمنة مرتفعة جدا، لكن تجارها لا يبيعونها في السوق، يكتفون بعرضها أمام الراغبين في شرائها ويتم إرجاعها للإسطبلات حتى يستقر ثمنها، وتباع داخل الإسطبل مسقط رأسها ( خيول عزيزة)، حيث يتم التواصل مع مالكها عن طريق الاتصالات الهاتفية .
++ هناك كذلك، حديث عن سوق سطات ؟
فعلا، سوق سطات تلجه خيول كثيرة ومتنوعة تناسب القدرة الشرائية المتوسطة والضعيفة للفرسان ، لكنها متوسطة وناقصة الجودة . أما الخيول " لمليحة" فناذرا ما تعرض في الأسواق، لأن الخيول ذات المواصفات الجيدة ( العربية البربرية الأصيلة ) تباع في الإسطبلات، بعد عرضها بنية البيع في السوق لاختبار مستوى سعرها لا غير .
++ هل يعرف سوق تجارة الخيول وقائع لضحايا نصب واحتيال ؟
نعم، يعرف سوق تجارة الخيل وقائع نصب واحتيال كثيرة، من بينها مثلا، أن يكون الحصان مصاب بوعكة صحية، ويتم حقنه بأدوية تظهره بكامل قوته ودون عيب يذكر أو يلاحظ بالعين المجردة، لكن بعد فترة زمنية قصيرة ( 48 ساعة على أكثر تقدير بعد انتهاء مفعول الدواء) يظهر العيب في بعض أعضاء الجسم، مما يتسبب في نزاعات بين أطراف التعاقد. لذلك أنبه الفرسان أن من يريد الحصول على الجودة عليه أن يتشتري حصانه من داخل الإسطبل ومن كساب معروف لتفادي عمليات النصب والاحتيال والغش، وهذه نصيحة لكل الفرسان. لأن الكساب مفروض فيه أخلاقيا وتعاقديا أن يبيع خيول في صحة جيدة وإن تبث العكس من الواجب عليه إعادة ما تسلمه من أموال وإرجاع الحصان دون تردد. لأن القانون والأعراف بجانب كل الأطراف في عملية البيع والشراء.
