الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

البدالي: كيف تحققت نتائج الامتحانات الدراسية في ظل سنة كانت مليئة بالإضرابات؟!

البدالي: كيف تحققت نتائج الامتحانات الدراسية في ظل سنة كانت مليئة بالإضرابات؟! صافي الدين البدالي
مرت الامتحانات الإشهادية بسلام؛ وتميزت امتحانات الباكالوريا بنسبة عالية من النجاح. وتصدرهذه النتائج الفتيات على الفتيان بنسبة 67,37٪ .
إن الوقوف عند هذه النتائج؛ يجعلنا نتساءل عن أسبابها، وكيف تحققت في ظل سنة كانت مليئة بالإضرابات، وكان يطغى عليها مناخ دراسي غير سليم؛ بفعل الساعة المضافة، التي عاكست النظام البيولوجي لدى الأطفال.؟ هل للحكومة دور في هذه النتائج؟ أم الأستاذ؟ أم المؤسسة؟
إن استرجاع شريط أحداث هذه السنة سيبين للجميع بأن الحكومة، كانت السبب في الاضطرابات والإضرابات، التي خاضها الأساتذة المتعاقدين؛ احتجاجا على شطط وزير التعليم في التعاطي مع حقوقهم، مما دفع بتضامن قطاعي غير مسبوق قادته نقابات مركزية.
ولم تقدم الحكومة أي دعم للمؤسسات حتى يستجبن للمعايير الدولية التربوية والبيداغوجية والتعليمية تاركة التلاميذ، والأساتذة يعيشون إشكالية الاكتظاظ، وانعدام البنية التحتية، وانعدام الوسائط الديداكتيكية، حسب التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده الحقل التربوي.
لم تقدر الحكومة مخاطر تراكم الإضرابات، ولا الأسابيع التربوية الضائعة، حتى بات من المؤكد الإعلان عن سنة بيضاء، لولا تقديرات الأساتذة لخطورة سنة بيضاء على البلاد وعلى التلاميذ والآباء.
إذن فدور الحكومة في هذه النتائج، كان عكس طموحات أوتطلعات المواطنين والمواطنات، أما دور الأساتذة فكان دورهم دور الطبيب، الذي يهزم الأمراض النفسية ليصبح التلميذ له القدرة على التحدي.
إن التلاميذ في هذه الظروف المحيطة بهم خلال السنة الدراسية حققوا النتائج المرجوة وقد بينوا للحكومة، ولخصوم المدرسة العمومية بأنهم لن يستطيعوا عرقلة سير الشباب المغربي نحو التألق في أفق سماء العلم والإبداع.
لقد برهن أبناء المدرسة العمومية بتميزهم بالحصول على الرتب العليا، كما برهن التلاميذ بالوسط القروي بالنتائج، التي حصلوا عليها على تحديهم للتهميش الحكومي، وعن نية الحكومة إسقاط المدرسة العمومية، ودعم المدرسة الخصوصية .
فهنيئا لأبناء الشعب المغربي؛ وهم يحققون نتائج مرضية ترسم للوحة مفاتيح المستقبل. ولن نخاف عليهم؛ مما يحاك ضدهم للولوج إلى المدارس العليا، وإلى الكليات،لأن الحكومة لها عقدة العلم والبحث العلمي.
صافي الدين بدالي، فاعل حقوقي وسياسي