الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد حمزة: محطات تاريخية حول الكيمياء العضوية

محمد حمزة: محطات تاريخية حول الكيمياء العضوية محمد حمزة

كان الكيميائيون، حتى مطلع القرن التاسع عشر يميزون بين نوعين من المركبات، باعتماد مصادرها: المركبات العضوية المستخلصة من الكائنات الحية، الحيوانية أو النباتية، والمركبات المعدنية المستندة من الصخور والماء والهواء... وقد تم التسليم في هذه الحقبة؛ أنه لا يمكن تصنيع مركبات عضوية، وأنها تنشأ فقط داخل الكائنات الحية بتأثير "قوة حيوية" مجهولة، وأنه في غير استطاعة الإنسان تصنيعها.

وفي العام 1828، استطاع الكيميائي فريدريتش وهلر تصنيع مادة "البولة"، وهي مركب عضوي انطلاقا من مركب معدني (سيانات الامونيوم).. واعتبرت هذه السنة سنة تحول بالنسبة للكيمياء. وتم تحطيم الاعتقاد السائد عن فكرة القوة الخفية، بإنه يمكن تصنيع مركب عضوي بمعزل عن أي كائن حي. وتمكن الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتولو، بعد ذلك، من تصنيع مجموعة من المركبات العضوية انطلاقا من مركبات معدنية: الايثانول سنة (1854) ، حمض الميثانويك (1856). في نفس الحقبة، كتب الالماني كوكيلي الصيغ المنشورة الأولى اعتمادا على رباعية تكافؤ الكربون.