الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

نوفل البعمري:عن احتفال البوليساريو بصور غالي!

نوفل البعمري:عن احتفال البوليساريو بصور غالي! نوفل البعمري
جحافل البوليساربو تروج لهذه الصورة، وتعتبرها نصرا دبلوماسيا لهم، البعض- للأسف- انساق وراء هذه الدعاية، وأصبح يردد أن هذه الصورة اعتراف مغربي بهم...
- لنعد؛ أولا للحدث؛ الأمر يتعلق بمشاركة مغربية في تنصيب الرئيس البنمي الجديد، المشاركة المغربية؛ كانت ممثلة في رئيس الحكومة، وهو بذلك يقوم بمهمة دبلوماسية وطنية،قرائتنا لها لا يجب أن تكون متأثرة بالموقف السياسي من الحكومة أو من حزب رئيس الحكومة، بل على العكس من ذلك وجب التمييز بين الاختلاف أو التدافع السياسي في قضايانا المرتبطة بتدبير الشأن العام، وهو أمر مطلوب، وبين العمل الدبلوماسي الوطني الذي قد تقوم به الحكومة سواء من طرف رئيسها أو وزير خارجيتها.... الذي يحتاج لدعمنا لهم خاصة في لحظات الهجوم عليهم من طرف الخصوم لأنه لو لم ينزعجوا لما هاجموا رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر أو حتى ناشط في الملف.
- بنما كانت قد سحبت الاعتراف من الجبهة وأعادت الاعتراف بهم سنة 2016، هل هذا يعني أن نقطع علاقتنا معهم؟
القائل بهذا الرأي يدفع بدولة بنما أو بغيرها من الدول إلى أن ترتمي في "حضن" الخصوم لأننا سنكون قد سهلنا على الخصوم الترويج لأي أطروحة ورأي أو موقف يريدون في غياب الموقف والصوت المغربي، وهو ما سيضعف حجتنا أمام بنما؛ وأمام أي دولة أخرى قد تكون لها علاقة بالبوليساريو سواء ككيان أو كتنظيم.
- المغرب منذ سنة 2015 غير من سياسته اتجاه الخارج واتجاه العالم، وتحول من سياسة دبلوماسية منكمشة إلى سياسة دبلوماسية مخترقة لما كان يعتبره خصوم المغرب "بقلاعهم" وهجومية اتجاه مختلف الأطراف وهو ما ساعدها على تحقيق أكبر المكاسب على الصعيد الأفريقي والإقليمي والأروبي والأممي، من العودة إلى الاتحاد الأفريقي إلى توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوربي يدعم فيه الحكم الذاتي.
- المغرب لم يستفد شيئا من المقعد الفارغ بل كان لهذه السياسة تأثير سلبي عليه وعلى قضيته الوطنية، وكان إعادة ترتيب هذا الأسلوب واحد من الانعكاسات الإيجابية على مواقف مختلف الدول الصديقة منها ومن كامن تصنف في خانة أعداء الوحدة الترابية، والكثير من الدول أعادت صياغة موقفها من الملف وجعلته في أسوء الحالات ملائمة ومطابقا لقرارات الأمم المتحدة بذلك ربحنا دفع الكثير من الدول إلى اتحاد موقف الحياد الايجابي في الملف.
- من تجربة العلاقة مع السلفادور وحضور المغرب لتنصيب رئيسها إلى جانب إبراهيم غالي الدرس الذي يجب ان نستفيده منه، حضر إبراهيم غالي لحفل التنصيب وحضر معه المغرب وتسويق الأمر؛ كما يسوق اليوم، لتسحب السلفادور اعترافها من الكيان الوهمي، وتصحح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته، من يدري فغدا أو بعد غد تسحب بنما اعترافها، وتحدو حدو باقي البلدان التي راجعت مواقفها وعلاقتها مع الكيان الوهمي.
- قد يكون مفهوما الحالة النفسية التي يتواجد عليها البوليساريو وحواريي التنظيم، ممن هللوا للصورة،فهم لم يعد لهم أي عمل يقومون به غير التقاط الصور، الاتحاد الأفريقي بعد أن كانوا يصولون في الاتحاد الإفريقي ها هم اليوم محاصرون فيه، وبعد أن كان الاتحاد الأفريقي يصدر سنويا قراراته وتقاريره ضد المغرب وتطالب بتعيين مبعوث خاص لها للصحراء "الغربية"... اليوم تصدر قرارات محايدة وداعم للحل السياسي وللأمم المتحدة.. الاتحاد الأوربي، وقع اتفاقية التبادل الفلاحي والصيد البحري مع المغرب بصحراء، الأمم المتحدة تطالب بحل سياسي واقعي، وهو المتجسد في الحكم الذاتي، روسيا لم تصوت قد ضد المغرب في الأمم المتحدة رغم المعاملات التجارية الكبيرة مع الجزائر، الولايات المتحدة الأمريكية؛ ورغم وصول جون بولتون، الذي ابتهجت بتعيينه البوليساريو، كمستشار للأمن القومي لترامب، لم يصرح قط بما يفيد أنه ضد المغرب، ولم يقم بأية خطوة قد تحسب الخصوم بل على العكس وفي عهده جل مسودات قرار مجلس الأمن التي تعدها الإدارة الأمريكية كانت إيجابية ولصالح المغرب...
من عليه أن يقلق هم الخصوم، ليس نحن.. لأنه لم يعد لهم بتسويق انتصارات؛ وهمية غير التقاط صور يتيمة، فالجبهة، اليوم، تعيش أسوء أزمنتها و تنذر يحلها و نهايتها، وضع مأساوي في المخيمات، اختناق حقوقي وانتهاكات جسيمة بالجملة. هروب فردي وجماعي من المخيمات اتجاه المغرب ودول الجوار، فشل سياسي للجبهة، عدم قدرتها على عقد مؤتمر، شباب يتحدى الخوف بالمخيمات و أصبح يجهر بانتفاضته...
لذلك فهذه الصور، هي دليل على اختراق المغرب لمجال دبلوماسي وجغرافي كان محفوظا لهم، وأصبحنا نزاحمهم فيه بل نقض مضجعهم في عقر دارهم.