الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

مرصد الصحراء يُعري انتهاكات" البوليساريو" في مخيمات تندوف أمام المجتمع الدولي

مرصد الصحراء يُعري انتهاكات" البوليساريو" في مخيمات تندوف أمام المجتمع الدولي عائشة ادويهي، رئيسة المرصد، ومشهد من احتجاجات سابقة بتندوف
وفقا لأهداف مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان (OSPDH)، المسطرة من أجل رصد وضعية الحقوق والحريات بمنطقة الساحل والصحراء،وما يشكله المرصد بحكم انتماء أعضاءه المؤسسين للمنطقة، كآلية عمل بين الرصد الميداني والتفكير المسنود بالأبحاث والدراسات ذات الصلة بقضايا السلم والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ قام بتقديم تقرير حول الأحداث التي تعرفها مخيمات تندوف بالجنوب الغربي للجزائر؛ وترافع بمحتوى هذا التقرير انسجاما مع الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف.
وتأسيسا على ذلك، أوصى المرصد في تقريره الذي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه؛ بالإطلاق الفوري لسراح كل المعتقلين على خلفية أحداث المخيمات مع ضمان حقهم في التعبير والتظاهر السلمي والتأسيس داخل المخيمات؛ كما يعرب عن قلقه بشأن مصير المعتقلين والتقويض الحاصل على مستوى الحقوق والحريات، داعيا في نفس الوقت قادة تنظيم البوليساريو إلى تقديم توضيحات بخصوص الوضع القانوني "للموقوفين" ومكان احتجازهم.كما يطالب البلد المضيف(دولة الجزائر) بتحمل كامل مسؤوليتها القانونية حول ما يقع على ترابها، وحماية ساكنة مخيمات تندوف.
هذا وأشار المرصد بأن تقريره هذا يأتي على خلفية تراكم عدد من الأحداث الاجتماعية والسياسية التي أدت إلى تأزم الأوضاع الاحتجاجية بمخيمات تندوف التي تواجه بمقاربة أمنية مشددة، كما أن هذه الأحداث كان قد نبه لها أيضا الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير الذي أنجزه مشيرا "إلى وقوع عدة مظاهرات في مخيمات اللاجئين".
وإلى ذلك، أوضح المرصد في تقريره أن قيادة البوليساريو، وإن كانت قد استطاعت لمدة أكثر من أربعة عقود أن تحكم قبضتها على الفضاء العمومي؛ بفرض حالة الطوارئ لمنع جميع مظاهر التظاهر، والاحتجاج وصادرت الحق في حرية التعبير للأصوات المخالفة لتوجهات القيادة، فإن ما تعرفه اليوم مخيمات تندوف، منذ عدة شهور من توالي الوقفات والاحتجاجات لمئات الأشخاص، كان حافزا لدى العديد من أفراد المخيمات للانتفاض في وجه القيادة، ولم تعد ساكنة المخيمات تتكلم سرا، بل تحول الوضع إلى حركات احتجاجية باتت تستهدف القيادة.
واستعرض التقرير ما خلفته الانتفاضة، والاحتجاجات من حملة اعتقالات عشوائية، قامت بها قوات البوليساريو مصحوبة بعمليات اختطاف نشطاء حراك المخيمات.
وقد تمت الاعتقالات على إثر أحداث الرابوني، يوم 28 ماي، والتي أسفر عنها اعتقال 14 ناشطا من الحراك؛ كما أوقفت قوات تنظيم البوليساريو يوم الاثنين 17 يونيو 2019، الصحفي وأحد منسقي "المبادرة الصحراوية من أجل التغيير"، مولاي آبا بوزيد، الذي كان يشارك في وقفة سلمية أمام مقر مفوضية غوث اللاجئين.
وفي اليوم الموالي، تم اعتقال فاضل ابريكة، الناطق الرسمي باسم تنسيقية حملة "كلنا الخليل أحمد بريه" في الرابوني. كما ينضاف إلى قائمة المختطفين المدون محمود زيدان يوم 19 يونيو 2019.
وفي نفس السياق، أشار مرصد الصحراء بأنه يهدف عبر تقريره هذا إثارة انتباه المنتظم الدولي على ما يجري من أحداث في مخيمات تندوف، وإلى ما يقع هناك من إجراءات تعسفية وأعمال انتقامية والتي تكرس استمرار حالة تضييق الخناق على كل أشكال المعارضة؛ وتعريض ساكنة هذه المخيمات لمخاطر حقيقية ؛ويقع ذلك ليظل تنظيم البوليساريو المفروض من طرف السلطات الجزائرية، للقيام بدوره في إدارة شؤون المخيمات؛ متمتعاً بحصانة وحماية الدولة المضيفة، بعيداً عن رقابة آليات الأمم المتحدة المعنية بحماية حقوق الإنسان، ورقابة المنظمات الدولية والبعثات البحثية ذات الصلة.
كما انتقد المرصد في نفس الوقت آليات الإنصاف الجزائرية، التي لا زالت تنأى بنفسها عن تناول أو بحث أي ملف يتعلق بعدة انتهاكات مورست ضد ساكنة مخيمات تندوف، على اعتبار أن هذه الجهة هي السلطة المناط بها التحقيق في جميع الانتهاكات التي ترتكب داخل النطاق الترابي.