السبت 27 إبريل 2024
فن وثقافة

موسم طانطان يحتفي بـ "جماليات من الصحراء" وبالنحات والخزاف موسى الزكاني

موسم طانطان يحتفي بـ "جماليات من الصحراء" وبالنحات والخزاف موسى الزكاني من أجواء اللقاء

أسدل الستار عن فعاليات المعرض التشكيلي السنوي الثالث تحت شعار "جماليات من الصحراء"، الذي نظمته جمعية أصدقاء متحف الطنطان، بمناسبة النسخة 15 لموسم طانطان، أيام 14- 19 يونيو 2019 بساحة الكورنيش، بتنسيق مع المدرسة العليا للفنون الجميلة (الدار البيضاء)، وبدعم من وزارة الثقافة والاتصال- قطاع الثقافة ومؤسسة الموغار.

وافتتح المعرض يوم الأحد 16 يونيو 2019 بحضور فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة الموغار، وحسن عبد الخالق، عامل إقليم الطنطان، وجمع من الفنانين والمهتمين؛ وقد أقيم لأول مرة بالهواء الطلق، وتحديداً بساحة الكورنيش بطانطان. وقد شارك فيه مبدعون من المناطق الجنوبية، هم: الراكب الحَيْسن، ابراهيم الحَيْسن، محمد ياسين الشرايبي، عزيز الباكوري (الطنطان)، عبد الباقي راجي إله، محمد فرح (العيون)، عبد الحميد طيرا (بوجدور)، السعيد أوشين (كَليميم)، يوسف الدرقاوي، هناء راطي الطالب، محمد صابون (سيدي إفني)، إلى جانب ضيف الشرف المحتفى به الفنان التشكيلي النحات والخزَّاف موسى الزكاني (الدار البيضاء).

من مميِّزات هذا المعرض أن كل الفنانين المشاركين أساتذة للتربية التشكيلية يمتهنون تدريس هذه المادة بمجموعة المدن الجنوبية، وهم بذلك يمارسون فنَّهم بخلفية بيداغوجية وبوعي معرفي موازٍ يقعِّد للممارسة وأشغال المرسم، زد على ذلك عدم اقتصار المعرض على إنتاج اللوحات الصباغية باعتبار أن بعض الفنانين المشاركين اختاروا خلال هذه النسخة المشاركة بأعمال نحتية ومجسَّمات وتركيبات فنية معاصرة، وهذا أمر مهم يضفي على المعرض بعضاً من التنوُّع والتعدُّد التشكيلي الذي قلما نشاهده في كثير من المعارض المماثلة.

 

 

في هذا المعرض تجانست عديد من التعبيرات والأساليب الصباغية والتشكيلية غير المؤتلفة ويبرز فنانون شباب يعجُّون بالأمل والحماس، فكانت للألوان والرموز والعلامات الأيقونية والأشكال والكتل والتراكيب والمواد إيقاعات متنوِّعة مشخَّصة في بعض اللوحات والقطع التشكيلية.. وتجريدية في أخرى ناطقة بأصوات متعدِّدة.. صارخة ومتوترة، إلى جانب بروز تعبيرات تشكيلية جديدة تستنبت جذورها من الإبداعات الوافدة المسمَّاة بـ "فنون ما بعد الحداثة"..

رافق أعمال الفنانين عرض "فسيفساء تراثية" حصيلة ورشة فنية أقيمت بالثانويتين الإعداديتين علال بن عبد الله والمسيرة الخضراء أيام 25- 29 ماي 2019، أطرها الأساتذة: الرَّاكَب الحَيْسن، ياسين الشرايبي وعبد الإله قندادي، وشارك فيها 24 تلميذاً موهوباً يدرسون بالمؤسسة، وهم: خالد قاندو، أوزال عمر، البركاوي عبد الصمد، حسام اسليلم، ابراهيم أيت مشة، سفيان طالبي، سفيان بن طويلب، أيمن بنتونسي، عمر بوكزي، عمر هباد، نورة مسموح، ابتسام السماني، ندى طياري، عبد السلام بديه، محمد صياد، سمية أوحسين، حفصة بستيري، فاطمة الزهراء رجي، أمين طالبي، سلمى كندي، ياسمين العجيني، وئام البختي، ابراهيم بوعزرون ومحمد مجعاط.

وقد تنوَّعت المواضيع والأساليب الفنية التي طبعت الأعمال المنتقاة لهؤلاء التلاميذ المبدعين، إذ شملت قوافل الصحراء ومسكن البدو ولباسهم، إلى جانب نماذج من فنونهم الشعبية وغير ذلك من المواضيع التراثية التي صاغوها بتقنيات تعبيرية تأرجحت عموماً بين الرسم الواقعي والانطباعية اللونية، وذلك على سند الخشب المسطح بمقاسات موحدة 30x30 سم إلى جانب سنائد أخرى ذات أشكال دائرية تمَّ تركيبها على شكل "فسيفساء تراثية" تحتفي بالثقافة والتراث المحلي، فضلاً عن إنجاز عمل جماعي مركب من سنائد مدوَّرة قامت على التجريد والرموز المستوحاة من الثقافة البصرية في الصحراء.

وبالمناسبة، صدر كاتالوغ من القطع المتوسط ضمَّ السير الفنية وأعمال الفنانين المشاركين تصدَّره نص تقديمي باللغة العربية للناقد ابراهيم الحَيْسن عنوانه "الفن في الصحراء" قام بترجمته إلى اللغة الفرنسية الناقد الفني عبد الله الشيخ، إلى جانب نص تقديمي آخر باللغة الفرنسية للناقد حسن لغدش بعنوان "فْريكْ تشكيلي".

كما تميَّز المعرض أيضا بتكريم الفنان التشكيلي الطلائعي موسى الزكاني تقديراً لمنجزه النحتي والخزفي الذي أغنى الساحة الفنية العربية والمغربية على امتداد سنوات طويلة من الخَلق والإبداع وقد قدَّمت له الجمعية تذكاراً رمزياً أنجزه أحد الصناع التقليديين بالمدينة تسلمه من يَدِ السيد فاضل بنعيش رئيس مؤسسة الموغار وهو يرتدي الدراعة الصحراوية، إلى جانب تنظيم ندوة تخصُّصية بالخزانة الوسائطية مساء يوم السبت 15 يونيو 2019 تمحورت حول تجربته الإبداعية بمشاركة الفنان المصمم سعيد كَيحيا مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء، وكذا الناقدين التشكيليين عبد الله الشيخ وحسن لغدش، مع عرض وتحليل شريط سمعي بصري (8 د.) يؤرِّخ لتجربته الصباغية بعنوان "موسى الزكاني، الفنان الرحال" أنجزه الطالب عبد الرحمان رقيد من المدرسة.

 

 

وعقب المدخلات، ألقى المحتفى به كلمة عميقة ومؤثرة لم يقو على تتمتها بفعل الدموع التي أذرفها تلقائياً، وقد شكر فيها منظمي هذا المعرض، مثمناً هذه الالتفاتة التي اعتبرها ولادة جديدة قبل أن يستعرض بعض التفاصيل الجميلة التي رافقت مراحله الإبداعية.

وكانت هذه الفقرة قد استهلت بكلمة للجمعية المنظمة ألقاها الناقد ابراهيم الحَيْسن، تعزَّزت بعرض شريط فيديو (3 د.) يوثق للنسخة السابقة من هذا المعرض أنجزه الفنان التشكيلي عزيز باكوري، فضلا عن كتيب توثيقي بعنوان "موسى الزكاني: شاعر الخزف الفني في المغرب" أعدته جمعية أصدقاء متحف الطَّنطان، وقد تضمَّن نصوصاً نقدية مضيئة وشهادات حول المنجز الجمالي لهذا المبدع المتميِّز، وذلك بمساهمة نخبة من أصدقائه الفنانين والنقاد، هم: عبد الكريم الغطاس، حسن المقداد، عبد الله الشيخ، محمد الشيكَر، ابراهيم الحَيْسن، حسن لغدش وسعيد كَيحيا.