الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

لبيلتة : إلغاء شهادة الباكلوريا أفق مغاير للتقويم والقياس والإنصاف

لبيلتة : إلغاء شهادة الباكلوريا أفق مغاير للتقويم والقياس والإنصاف عبد الحميد لبيلتة
لا أحد يجادل في حجم الضغوطات النفسية المسلطة على التلاميذ أثناء اجتياز امتحان شهادة الباكلوريا. فإذا كان الهدف من الحصول على مثل هذه الشواهد هو قياس وتقويم المعارف والمهارات التي اكتسبها التلاميذ في مسارهم التعليمي التعلمي للاقتدار على ولوج مسارات تعليمية جديدة جامعية عالية. فإن الطريقة الصحيحة غير المتبعة حاليا والتي لا تراعي التحولات التي يعرفها التلاميذ في عالم اليوم. عالم التكنولوجيا والتقنية الحديثة. 
وحتى لا أدخل في تفاصيل أزمة المدرسة.  ومن خلال متابعتي  للجهود المبذولة ماليا ولوجتسيا وبشريا المرصودة من طرف الدولة في اجتياز الامتحانات الاشهادية وخاصة  في المستويين الإعدادي والتأهيلي ، وحالة الاستنفار القصوى لوزارة التربية الوطنية وقطاع الأمن... وأمام هذا الهذر في الزمن والكلفة المالية،  والضغوطات النفسية التي يعيشها التلاميذ قبل وبعد الامتحان. وبعد تسجيل ممارسات سلبية في التعاطي مع هذه الامتحانات كحالة الغش بطرق متطورة  وما يترتب عليها  نفسيا واجتماعيا لدى التلاميذ والأسر. 
لهذا أقترح على وزارة التربية الوطنية تنظيم مناظرة وطنية علمية لمراجعة نظام التقويم والقياس وانتهاج خطة بديلة في التقويم في اتجاه إلغاء الامتحانات الاشهادية. على اعتبار تقويم التلميذ/ة لا يجب أن يتم من خلال الساعات المحددة في الامتحان. بل التقويم الحديث والعصري  يستدعي مسارات تقويمية  علمية موضوعية جديدة  في تحديد عملية تمكين التلاميذ  من المعارف والمهارات التي اكتسبوها بناء على أهداف المنهاج الدراسي. 
فبعض الدول تخلت عن امتحانات الباكلوريا بالطريقة التقليدية وانتهجت طرق تقويمية وبيداغوجية جديدتين لا تخاطب في التلاميذ عملية الحفظ والتذكر بل تخاطب فيهم تنوع ذكاءاتهم ومهاراتهم الفكرية  والإبداعية طيلة مسارهم الدراسي وليس أثناء الامتحان . 
فطريقة الكتاب المفتوح مثلا ترفع عن التلاميذ المقبلين على الامتحانات التخلص من حالة الإرهاب والحراسة ولجوء البعض لأساليب الغش بل تترك لتنوع ذكاءاتهم ومهاراتهم وإبداعاتهم في البحث عن الإجابات الممكنة للأسئلة التركيبية.  وتمكن التلاميذ من الدخول في حوارات تنشيطية فيما بينهم للاستيعاب والفهم. وبالتالي التخلص من عقدة الامتحان والمراقبة الأمنية. وهكذا سنجعل من فصول الامتحان و المراقبة فصولا للبحث والحوار الهادف. 
وهناك طريقة أخرى ترد الاعتبار للأطر التربوية في متابعة وتقويم التلاميذ وفق خطة تقويمية مبنية على استثمار  ذكاءات ومهارات التلاميذ وسلوكهم  ومواظبتهم على تتبع إيقاع الزمن المدرسي والحياة المدرسية بصفة عامة طيلة الموسم الدراسي . 

عبد الحميد لبيلتة / فاعل تربوي