الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

محمد النوري: هذا هو الاختلاف بين بنكيران وقاتل فرج فودة

محمد النوري: هذا هو الاختلاف بين بنكيران وقاتل فرج فودة محمد النوري، وعبد الإله بنكيران مزهوا بنفسه ذات أيام
كعادته بنكيران يختبيء خلف الملكية بدعوى أن فصل الدين عن السياسة يعني إزالة الملكية، وهو بذلك أصبح وصيا على الدين والملكية، بل هدد بقتل كل من ينادي بذلك.. وقد غاب عن بنكيران أن الملك نفسه كرر في خطاباته بإبعاد الدين عن السياسة، ووقع ظهيرا يمنع القيمين الدينيين الخوض في الشأن السياسي.
يعتقد بنكيران أن مؤسسة إمارة المؤمنين تتعارض مع الدولة المدنية العلمانية، غاب عنه أن منظري السياسة وضعوا الأمور الدينية في يد رئيس الدولة حتى لا يستغل أحد الدين لقضاء أمور دنيوية، لكن بما أن بنكيران سبق له أن ترأس الحكومة فإنه يجهل بأن ملكة انكلترا تترأس الكنيسة بالرغم من أن الدولة ليست دينية ، لكنه مارس السياسة بدون علوم.
لو أنه قرأ كتاب (الإسلام وأصول الحكم) لعلي عبد الرزاق الذي يستشهدون ببعض أقواله، أثبت فيه أن الإسلام دين روحي لا دخل له بالسياسة ما دامت هذه الأخيرة أمر دنيوي يعود فيها الأمر للناس لاختيار ما يناسبهم من حكم، بالنسبة له أن نظام الخلافة الذي نسب للإسلام ليس من الإسلام في شيء.
أما إذا قرأ كتاب (حوار حول العلمانية) لفرج فودة لمعرفة سبب تكفيره من طرف الجماعة التي ينتمي لها وهو ما عجل بقتله، على الأقل كان سيتعرف على طروحات الرجل وتحليلاته المنطقية حول فصل الدين عن السياسة وتفنيد كل ادعاءات الأصوليين في هذا الباب.
ما دام بنكيران لم يقرأ كتابا واحدا بالعربية حول العلمانية لا حاجة بتذكيره بكتب جان لوك أو سبينوزا وغيرهما وهي بلغتها الأصلية أو مترجمة الى العربية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وهو يشبه إلى حد كبير قاتل فرج فوده الذي سأله القاضي لماذا قتلته؟ قال لأنه كافر. قال له القاضي من أي كتاب عرفت أنه كافر؟ رد عليه بأنه لا يقرأ.
الاختلاف بين بنكيران وقاتل فرج فودة هو أن الأول أمي في السياسة فيما الثاني أمي لا يقرأ ولا يكتب.
ولله في خلقه شؤون.