السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

سيرة رجل سلطة: الحسن مختبر.. من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح (الحلقة 22)

سيرة رجل سلطة: الحسن مختبر.. من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح (الحلقة 22) عبد الرحيم بوعبيد، والحسن مختبر؛ في إطار الصورة
في سياق توثيق الذاكرة السياسية لمغرب الستينيات والسبعينيات، واحتفاء بالأسماء التي أدت ضريبة النضال من أجل التقدم والديمقراطية، نستعيد في هذه الصفحات مقاطع من سيرة المناضل مختبر الحسن، المحامي ورجل السلطة، الذي فرح بالحكم عليه بالمؤبد لأن قبله تناثرت أحكام الإعدام ونفذت بعد ذلك.
انطلاقا من مرحلة النشأة والتكوين بدرب الكبير بالدارالبيضاء، مرورا بالتحاقه بالدرس الجامعي، وتحديدا بخلايا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم لاحقا بالعمل كقائد بمنطقة واد لاو بشمال المغرب، السيرة تبرز التفاصيل: لقاء الحسن الثاني- لقاء عمر دهكون- الفقيه البصري- اغتيال الجنرال أوفقير - زيارة الشهيد عمر بنجلون في السجن وبعد الطرد الملغوم، ويروي لنا قصة باخرة السلاح التي لم تتمكن من دخول بحر شمال المغرب لأسباب لوجيستية، وقائع الاعتقالات والمحاكمات، اغتيال الشهيد المهدي بنبركة، النقاشات داخل الحقل الطلابي وما ترتب عنه من جدل بين مكونات اليسار المغربي وتفاعلات الانقلاب العسكري وانتهاء باستراتيجية النضال الديمقراطي التي آمن بها أشد الإيمان ومازال لم يبدل تبديلا عنها داخل صفوف الاتحاد الاشتراكي بكل تواضع وإيمان ... عضو نشيط في التنظيم السري المسلح، واضع خرائط قيادة ومحيطها بالجنوب... رجل يحب الفن والثقافة ولاعب كرة القدم الذي تغير مساره للكفاح المسلح:
ترأس حفل خروجنا من السجن أخونا عبد الرحيم بوعبيد
كيف تقبلتم العفو ؟
بفرحة طبعا، لا سيما وأن العفو شمل جميع المعتقلين. خرجنا في الليل واتجهنا مباشرة إلى بيت أمي فاطمة السملالي بالقنيطرة، حيث حضر محمد اليازغي لاستقبال المفرج عنهم، وسألني من يريد أن يقضي الليل هنا حتى الصباح ومن يرغب في الذهاب، وكان معي أحمد صبري المعروف ب " أغجذام " والمناضل أحمد بلفروح - كان عائدا من ليبيا يحمل معه السلاح فتم القبض عليه في تونس وترحيله وتسليمه للمغرب .
هل بقيتم في القنيطرة أم غادرتموها ؟
نحن الثلاثة فضلنا السفر والعودة إلى الدار البيضاء .
كيف تم استقبالك بعد خروجك من السجن ؟
خبر الإفراج عني لم يصل عائلتي بدرب الكبير، وعندما وصلت منزلنا في وقت مبكر جدا، كان الكل نائما، صعدت الأدراج وبدأت أدق الباب بعنف، فتحت زوجة أخي الباب وصدمت بوجودي أمامها، وأطلقت زغرودة طويلة سمعتها أمي والجيران، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، ولم تحل الساعة 10 صباحا حتى انتظمت مسيرات قادها خالي المعطي المذكوري، وكان معروفا في الحي كتاجر للخيول العادية وخيول التبوريدة، وجوق من الطبالة والغياطة، واحتشد الكل أمام باب منزلنا واستمر الاحتفال إلى العصر. أما الزيارات المباشرة المهنئة فاستغرقت ما يقارب الأسبوعين.
هذا على المستوى العائلي وماذا على المستوى الحزبي ؟
مباشرة بعد هذا الاحتفال العائلي، أقام حزبنا العتيد احتفالا بمقره المركزي بطريق مديونة - ودائما في فضاء الحي الجميل درب الكبير قريبا من منزلي . وترأس هذا الحفل أخونا عبد الرحيم بوعبيد وكان من ضمن المحتفى بهم الناصري الفاضل وأحمد أقداف وأحمد الصبري ( أغجدام ) وأحمد بلفروح وآخرون نسيت أسماءهم.
كما احتفت بنا أيضا الكتابة الإقليمية بالرباط بمنزل أخينا عبد الرزاق المعداني حضره أخونا محمد اليازغي وعبد الرحمان بنعمرو. واحتفى بنا أيضا إخواننا في بني ملال على رأسهم أخونا براضي وعمر منير وبوكرين .
أعود إلى الاحتفاء الذي تم بالدار البيضاء، بعد انتهائه دعاني أخي محمد كرم الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى إقامة بالشاطئ، وفي طريقنا أوقف السيارة ووضع بين يدي ظرفا بمبلغ 2500 درهم مساهمة رمزية من الحزب بعد إلحاح منه. فسألته إن كانت هناك مساهمة لعائلة الشهيد عمر دهكون، فأجابني بتوتر ظاهر يفيد بأنه لا داعي لذكر عمر دهكون. وفي اليوم الموالي، زرت عائلة الشهيد عمر دهكون بالحي المحمدي وباسم الحزب سلمت نصف المبلغ لأخيه إبراهيم دهكون السككي .
هل طاردك البوليس بعد الإفراج عنك ؟
لم يمض على احتفال عائلتي بالافراج عني سوى أقل من أسبوع حتى حضر إلى منزلنا رجل أمن، وسلمني استدعاء عاجلا للحضور إلى مديرية الأمن بالمعاريف مع إحضار صور لي .