الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

بنسليمان.. انتحار شاب كان مرشحا لاجتياز امتحان الباكالوريا

بنسليمان.. انتحار شاب كان مرشحا لاجتياز امتحان الباكالوريا

أن يقدم شاب على شنق نفسه يوم العيد، وأن تكون أخلاقه حسنة وسلوكه قويم، ويفضل أن يضحي بحياته بهذه الطريقة... أن يحقق متطلباته ومختلف رغباته من والدين منحاه عطفا وعناية لا توصف ويقرر الموت بأبشع الطرق.. أن تكون تربيته سليمة بعيدة عن "البلية" وكل المؤثرات ويضع نقطة نهاية لحياته بشكل مأسوي... هذه خواطر شكلت ألغازا محيرة لكل ساكنة حي للامريم ببنسليمان، هذه الساكنة التي تقاسمت أحاسيس الخيبة والصدمة الكبرى مع أسرة الشاب، لما كان يتصف به من أخلاق عالية، باعتبار أنه كان يتعامل مع الجميع بسلوك مكنه من حب جيرانه وأبناء حيه... ليتحول مسكن أسرته إلى فضاء للنحيب والبكاء وتقاسم الأسى من كل مكونات الحي وكأنها فقدت واحدا من أبنائها....

ففي غفلة من الجميع، استغل الشاب تواجده وحيدا بالمنزل ليهرع باحثا عن شريط (حبل) ويلفه حول عنقه ثم يعلق نفسه مودعا الحياة بطريقة مأسوية لا توصف، تاركا وراءه علامات استفهام محيرة، وتاركا والديه في دوامة من الألم الأليم.

إذا كان جيل اليوم له خصوصيات في تربيته ومطالبه وطموحاته، فإن الآباء تحملوا كل هذه التبعات معنويا وماديا، ولكن الأمر الذي لا يقدرون على تحمله وبشكل مطلق هو تعريض أنفسهم للأذى، كما فعل ذو 18 سنة، الذي نطلب من الله تعالى أن يغفر له ويتجاوز عنه، وأن يهب أسرته الصغيرة  الصبر والسلوان، امتثالا لقوله تعالى "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" صدق الله العظيم.