الأربعاء 1 مايو 2024
كتاب الرأي

محمد جدري: فضيحة الكاف في نهائي الشامبيونز ليغ الإفريقية؟

محمد جدري: فضيحة الكاف في نهائي الشامبيونز ليغ الإفريقية؟ محمد جدري

بعد أن هدأت النفوس نسبيا، وأخد مسافة عن مجريات المباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية. وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور في القادم من الأيام. وقبل الغوص في أحقية الوداد من عدمها، لابد من التذكير، بالمبادئ العامة التي تؤطر كرة القدم العالمية، والتي تحرص الفيفا على تطبيقها، مرتكزات تتلخص في ثلاث نقط أساسية، تكافئ الفرص، الشفافية و الروح الرياضية.

من أجل تحليل المعطيات بكل موضوعية وتجرد، تجب الإشارة لمجموعة من المعلومات التي أحاطت بهذه المباراة:

1- إلى حدود دور النصف نهائي من المسابقة، لم يتم استعمال تقنية الفيديو المساعدة للحكام  VAR  

2- بقرار من المكتب التنفيذي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تقرر اعتماد تقنية VAR في نهائي المسابقتين الإفريقيتين، عصبة الأبطال و كأس الكونفدرالية.

3- تم اعتماد تقنية VAR بدون أدنى مشاكل  تقنية أو لوجيستية في كل من بركان، الإسكندرية والرباط.

بالرجوع للمجريات المحيطة بالمباراة النهائية بين الترجي التونسي والوداد المغربي، تستوقفنا مجموعة من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات:

1- خلال الاجتماع التقني الذي يسبق عادة المباريات الرسمية، تم توزبع ورقة المباراة feuille de match,  والتي تحتوي على أسماء حكام الساحة وكذلك أسماء حكام تقنية VAR، وفقا لتعييناتهم الموثقة بالموقع الإلكتروني للكاف ولم يتم إخبار مسؤولي الوداد المغربي، بوجود مشاكل في اعتماد هذه التقنية يوم المقابلة؟

2- لماذا لم يتم إخبار الوداد المغربي، بمراسلة HAWK-EYE الشركة المعتمدة من طرف الكاف لتقنية VAR، والتي تخبر من خلالها هذا الأخير، تعذر استعمال التقنية لعدم وصول قطع الغيار من الرياض في الوقت المحدد، وتعتذر عن هذا الخطأ؟

3- لماذا تم تثبيت صندوق VAR في محيط الملعب، وعلى مرأى من الجميع، الشيء الذي يوحي باستعمال هذه التقنية أثناء المباراة؟

لنعد الآن لماذا وقع أثناء المباراة، خلال الشوط الأول يتمكن الترجي من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 42، وينتهي معها هذا النصف الأول بتقدم الترجي على الوداد. بعد عودة الفريقين من غرف الملابس، يندفع الوداد بكل ثقله من أجل تسجيل هدف التعادل.. وبالتالي العودة لنقطة الصفر، وبالفعل، يتمكن اللاعب وليد الكرتي من التسجيل عن طريق ضربة رأسية، لكن حكم الساحة الغامبي باكاري غاساما، ألغى الهدف بداعي تسلل اللاعب، الذي سيتبين من خلال الإعادة التلفزيونية أن الهدف صحيح 100%، بعد توقف الكرة، على إثر ضربة خطأ لصالح أحد لاعبي الترجي، سيطالب لاعبو الوداد من الحكم، الرجوع لتقنية VAR للتأكد من وجود التسلل من عدمه.. بعد أخد ورد، يستدعي الحكم عميدي الفريقين، ليخبرهما بأنه يتعذر عليه الرجوع للتقنية، لأنها غير مستعملة، بعد ذلك، تتوقف المقابلة، لأكثر من ساعة ونصف، ليعلن بعدها حكم الساحة، نهاية اللقاء، وتتويج الترجي التونسي بالمسابقة.

لكن، المسكوت عنه، هو أن مجموعة من الأمور حصلت أثناء توقف اللقاء:

1- على أي أساس استند أحمد أحمد رئيس الكاف، للنزول لأرضية الملعب والتفاوض مع رئيسي الفريقين؟

2- أليس حكم الساحة، المسؤول الأول والأخير، عما يجري في رقعة المستطيل الأخضر.. ما جرى ليلة أول أمس، أبان للعالم أجمع أن باكاري غاساما ومساعديه، بقيا بعيدين عن أجواء التفاوض العلني؟

3- لماذا انتظر حكم الساحة أكثر من ساعة ونصف على توقف المقابلة، ليعلن عن نهايتها، في حين أن القوانين المنظمة، لا تسمح بتوقف المقابلة لأكثر من عشرين دقيقة؟

4- استند الحكم في قراره، على اعتبار فريق الوداد منسحبا من المباراة، في حين أن الانسحاب له بنود تنظمه، إذ على عميد الفريق، رفقة الكاتب الإداري، التوجه نحو مندوب اللقاء وبحضور الحكم الرئيسي، وإخباره برغبة فريقه في الانسحاب من المباراة، وهو مالم يحصل أثناء المقابلة.. بل أكثر من ذلك، فإن الحكم أعلن نهاية المباراة في وجود لاعبي الوداد داخل أرضية الملعب؟

5- بما أن الترجي اعتبر منتصرا، لماذا يستدعي رئيس الكاف لجنته التنفيذية في لقاء مستعجل يوم الثلاثاء القادم لدراسة مآل المباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية؟

انطلاقا مما سبق، يتبين بالملموس وبالحجة والدليل، أن مسؤولية الكاف فيما جرى ثابتة بشكل لا يدعو للشك. وعليه، فإن مسؤولي الوداد بمعية مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مدعوون لتحضير ملف متكامل، للدفاع عن مشروعية احتجاجاتهم أمام الكاف، والفيفا والمحكمة الرياضية الدولية TAS  إن اقتضى الحال.

فمشروعية حقوق الوداد ترتكز، على مبادئ كرة القدم العالمية:

1- مبدأ تكافؤ الفرص: لا يعقل أن يلعب ذهاب النهائي بتقنية VAR، في حين يتعذر ذلك خلال لقاء العودة.

2- مبدا الشفافية: بديهيات الشفافية، هو توفر المعلومة، في حين أن الكاف تعمد عدم إخبار الوداد بتعذر استعمال التقنية رغم توصله بمراسلة من الشركة المعتمدة.

3- مبدأ الروح الرياضية: تقتضي الروح  الرياضية، أن تكون المنافسة شريفة بين المتنافسين، وأن يكون المنتصر من خلال مجريات اللقاء داخل أرضية الملعب وليس خارجه، كما جرى ليلة أول أمس.

ختاما، نتمنى من اللجنة التنفيذية للكاف، أن تستمع لصوت الحكمة، وتدعو لإعادة المقابلة، وتتحمل مسؤوليتها كاملة، وتعاقب المسؤول عن هذا التقصير، الذي لطخ صورة الكرة الإفريقية أمام مرأى ومسمع من العالم بأسره، كرة القدم بالقارة السمراء التي يعتبرها الكثير من المتتبعين أنها تعيش في فساد مستشري منذ زمن بعيد، تجلت آخر فصوله في إعادة مباراة السينغال وجنوب افريقيا برسم الإقصائيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، بعد تورط حكم المباراة في قضية رشوة، والحكم عليه بالتوقيف مدى الحياة.