الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: خوفا من الانفلات الأمني بتونس.. سرقت الكأس

يوسف غريب: خوفا من الانفلات الأمني بتونس.. سرقت الكأس يوسف غريب

أجد نفسي متضامنا مع السلطات التونسية هناك التي فكرت ودبّرت ونفّذت سيناريو سرقة الكأس من وداد الأمة المغربي خوفا من انفلات أمني يهددّ استقرار البلد والعباد… بل أنا متيقن لو اختير الشعب المغربي بين الكأس وبين أمْن  تونس لانتصرنا إلى قيمنا الحضارية الداعية إلى السلم والازدهار لكل شعوب العالم… ولعل شارع بورقيبة هناك ما زال يتذكر كيف ترجّل ملك المغرب ذات ظروف قاسية مرت بها تونس تعبيرا منه على هذا التضامن وتبيان للعالم أجمع وجها آخر لهذا البلد الشقيق...

لكن للأسف لم تسلك السلطات التونسية هذا الاتجاه، بل ذهبت بعيدا في الإساءة إلينا كمغاربة من خلال ممارسات عدوانية رافقت أجواء المقابلة وقبلها… منها أن تعرض الجمهور المغربي لأشد أنواع التهديدات المادية والمعنوية.. وأعنفها تحويل كل فضاءات المادية للفندق الذي يتواجد فيه النادي المغربي وداد الأمة إلى مسرح لمختلف السلوكات الاستفزازية وصلت حد المسّ برموزنا السيادية وهويتنا الحضارية في غياب مطلق للسلطات الأمنية لإيقاف هذه المهزلة المسيئة لتونس قبل غيرهم..

وهي تونس الثورة كماقيل.. وقد نقول بأن ما وقع في المقابلة النهائية وما تعرضت له البعثة المغربية من عنف من طرف مسؤولي الترجي.. والسرقة الموصوفة للكأس تبين أن ما سمي بالثورة هناك أوصلت إلى مركز القرار مسؤولون بفكر مافيوزي لا يخرج اسلوبه بين التهديد والارتشاء.

ولقد فجرت بالفعل مشاركة الأندية المغربية في جل المنافسات القارية هذه السنة الحقد الدفين الذي تكنّه بعض الدول لبلدي المغرب وهي تتابع هذه الصحوة الرياضية لأنديتنا والمستوى العالي تقنيا وأخلاقيا لذلك استعمل الحكم كورقة للأقصاء كما في العهود السابقة.

هو الحقد أيضا تجاه أطرنا المغربية الفاعلة داخل الكاف والقيمة المضافة من أجل تطوير الكرة الأفريقية عموما.

هو الحقد أيضا على هذه البنية التحية المتوفرة عبر خريطة المغرب وبمستواها اللوجيستيكي والجمالي.. حتى أني تذكرت بالمناسبة تصريحا للاعب تونسي مع فريقه يقيم تربصا بمراكش.. صرح لإحدى القنوات (بأن المغاربة سبقونا... هربوا علينا بأربعين سنة… وبملاعب بمعايير أوربية)

هذه هي الضريبة التي نؤديها من خلال الرياضة وغيرها… فكيف لبلد في أقصى خريطة هذه البلدان العربية.. هو بلد غير طاقي وبكل هذا الحضور والاشعاع.. وبكل هذه الاستقلالية في القرار والاستقرار في الوطن.

كيف له ذلك؟

هي أسئلتهم اتجاهنا… لذلك أعتبر ما وقع لوداد الأمة هناك.. ما هو إلا استمرارية الحقد والعداء نفسه كما  كان عند القريشيين الجدد أثناء التصويت  ضد ملف المغرب في احتضان كأس العالم.

هو نفسه..

وربطا بالحدث، فإن الفريق الوطني الوحيد الذي وقف العالم بالتصفيق له رغم هزيمته أمام البرتغال بموسكو هو الفريق الوطني المغربي

 تماما فالعالم اليوم يصفق وبقوة لوداد الأمة التي سرق منها الكأس..

تلك الكأس/ كسيارة إطفاء نار الثورة الثانية بتونس..

أإلى هذا الحد وصل  الوضع بهذا البلد…!!!

مع سؤال محرج جدا لبلدكم.. لماذا لم تهنئ الفيفا فريقكم بالفوز، في الوقت الذي تمت تهنئة الفريق الإنجليزي ليفربول بفوزه بكأس عصبة الأبطال؟

الأمر طبيعي… لأن التهاني لا تقدم للصوص.