الجمعة 29 مارس 2024
جالية

لماذا لا يفوز مغاربة سبتة ومليلية في الانتخابات الإسبانية رغم كتلتهم الانتخابية العريضة؟

لماذا لا يفوز مغاربة سبتة ومليلية في الانتخابات الإسبانية رغم كتلتهم الانتخابية العريضة؟ محمد الغول
في هذا الحوار مع الزميل محمد الغول، المتتبع للشأن الإسباني، يتحدث عن موضوع يطرح خلال كل محطة انتخابية تعرفها إسبانيا، ويتعلق الأمر بمشاركة مغاربة المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وضعف مشاركتهم في صنع الخريطة الحزبية للمدينتين.
 
كيف تفسر ضعف المشاركة من ذوي الأصول المغربية في سبتة ومليلة في الانتخابات الإسبانية؟
طرح هذا السؤال ليس بالأمر الجديد، فهو يطرح نفسه كلما جرت انتخابات محلية بالجار الشمالي، من حيث الأسباب الحقيقية لعدم تمكن المغاربة من الفوز بالانتخابات المحلية لمدينتي سبتة ومليلية رغم أغلبيتهم العددية ككتلة انتخابية.
يشكل مغاربة سبتة ومليلة حسب آخر الاحصائيات 43 بالمائة تقريبا من ساكنة مدينة سبتة، و53 بالمائة من ساكنة مليلية، وهو المشهد الذي تكرر كذلك في الانتخابات الإسبانية الأخيرة، حيث تمكن كما العادة الحزب الشعبي من الفوز بانتخابات المدينتين، رغم عدم تمكنه من الحصول على الأغلبية المطلقة، ولكنه مبدئيا سيتمكن من مواصلة قيادة المدينتين بالتحالف مع حزب "سيودادنوس" وحزب اليمين المتطرف "فوكس"، والذي حقق اختراقا كبيرا خاصة في مدينة سبتة بستة مقاعد وأقل في مليلية بمقعدين .
 
هل نحن أمام ذوبان الكتلة الانتخابية لذوي الأصول المغربية؟
يبدو الأمر كذلك، ويبرز بشكل جلي عند فتح وإحصاء صناديق الاقتراع، فالأسباب متعددة، أهمها تشرذم الصوت المغربي وتقاسمه ما بين عدة أحزب مغربية خاصة في مدينة سبتة، وتسجيل حزازات ما بين المرشحين عن المغاربة وخلافات تمنعهم من توحيد الصوت والموقف الانتخابي والسياسي، وبطبيعة الحال هذا وتر تلعب عليه السلطات الاسبانية بالتأكيد، ولعلنا نتذكر كيف تمكن المرشح أبرشان من الفوز قبل سنوات بانتخابات مدينة مليلية، ولكنه لم يتمكن من تشكيل حكومتها بسبب اتفاق أو تواطؤ باقي الفرقاء السياسين في المدينة على التحالف ضده، هذا المشهد قد يتكرر مرة أخرى بالمدينة فحزب مصطفى أبرشان (التكتل من أجل مليلية) تمكن من الحصول على المرتبة الثانية بثمانية مقاعد بعد الحزب الشعبي الذي حصل على عشرة مقاعد، ومع ذلك يبقى الصوت المغربي في مدينة مليلية أقوى وأكثر وحدة وحضورا، على عكس مدينة سبتة التي يعرف الصوت المغربي فيها تشرذما واضحا..
لماذا يصوت مغاربة سبتة ومليلة بشكل مستمر للحزب الشعبي الإسباني؟
يصوت عدد كبير من مغاربة المدينتين للحزب الشعبي، تحت ضغط التشكيك الممارس عليهم لإثبات مواطنتهم الإسبانية، وهو وتر يلعب عليه بقوة الحزب الشعبي حيث يعمد إلى ترشيح مغاربة ضمن لائحته لمزيد من تقسيم الصوت المغربي، مثلا في سبتة فاز مغربيان ضمن لائحة الحزب الشعبي، وللطرافة يروج في مدينة سبتة أنه هناك من المغاربة من صوت لحزب "فوكس"، الذي قامت حملته الانتخابية على شعار التنديد بما يسميه مغربة المدينة، وعلى العموم يعاني النسيج المغربي في المدينتين هشاشة كبيرة، خاصة على المستوى الاقتصادي، وهو هاجس يلعب على وتره الحزب الشعبي، خاصة موضوع الإعانات المادية، التي يعيش عليها عدد كبير من الأسر في المدينتين سبتة ومليلية، إضافة الى ضعف الوعي السياسي لدى غالبيتهم.