الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

فروسية: منافسات التبوريدة بين انعدام البنيات التحتية، و قرارات التحكيم، وعشوائية التنظيم

فروسية: منافسات التبوريدة بين انعدام البنيات التحتية، و قرارات التحكيم، وعشوائية التنظيم الخيل تعرف ركابها

شكل نبأ إقصاء سربة لمقدم لحسن السليماني من منافسات دار السلام، بعد أن تأهل خلال إقصائيات ما بين الجهات بالمنطقة الوسطى التي جرت أطوارها بمدينة مراكش بتامنصورت يومي 20 و 21 أبريل 2019 .وتعويضه بالمقدم رشيد الياقوت ممثل عمالة بني ملال، "جهة بني ملال خنيفرة".  ( شكل ) مادة دسمة على مائدة الإفطار، بين فرسان المغرب والجمعيات المهتمة بتراث التبوريدة. لكن الخبر الأكثر إثارة والذي تأكدت من صحته جريدة " أنفاس بريس" من مصادر عليمة، والذي اجتاح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بدوره، يوم 21 ماي الجاري،  كالنار في الهشيم ، وتناقله عشاق التبوريدة والفروسية التقليدية، ذلك المرتبط بإقصاء سربة الشبان التي يرأسها لمقدم أنس لفريد ممثل عمالة اليوسفية، الحائز على الميدالية الذهبية برسم سنة 2018 بدار السلام، وتعويضها بسربة لمقدم أيوب أوب لهوان

لهذه الأسباب تم إقصاء سربة الشبان التي يرأسها لمقدم أنس لفريد من اليوسفية.

وحسب مصادر الجريدة فالخرق الذي اعتمدت عليه لجن التحكيم لإصدار قرار الإقصاء يتمثل في كون "سربة لمقدم أنس لفريد قد ضمت بين فرسانها أحد الفرسان الذي يتجاوز عمره السن القانوني المحدد لفئة الشبان". وأكدت نفس المصادر أن نفس الفارس/ اللاعب المسمى الطاهر ولد الحيمر " قد تم ضبطه مشاركا في إقصائيات جهوية سيدي بنور مع سربة لمقدم بن إدريس برسم موسم 2019  ". حيث تنطبق عليه نفس المادة 24 التي بموجبها تم إقصاء سربة لحسن السليماني والتي تنص على أنه "لا يمكن تسجيل نفس الفارس أو الحصان في مباريتين جهويتين في نفس السنة... فأي إخلال بهذه القاعدة ستكون نتيجته الحرمان من المنافسات لمدة سنتين"..

في سياق هذه القرارات الجريئة، يرى العديد من المراقبين أن " تفعيل القانون واتخاذ الإجراءات التأديبية الصارمة، في حق المخالفين للتعاقدات القانونية والأخلاقية، سيحد من التسيب الذي تعرفه رياضة فن التبوريدة التي تحتاج إلى مراجعة العديد من المفاهيم والقوانين" . لكن بالمقابل يطالب العديد من المهتمين بالفروسية التقليدية، بضرورة "تقنين عملية انتماء الفرسان للسربات على مستوى المجال الجغرافي ( الجهوي) و مراقبة إجراءات انتقال الفرسان من فرقة لأخرى . فضلا عن وضع مساطر واضحة وشفافة على مستوى تنظيم المنافسات الإقليمية والجهوية، وتجهيز البنية الاستقبالية و توفير اللوجيستيك المطلوب .

ـ  ربط المسؤولية بالمحاسبة لاحترام آليات الحكامة والشفافية في التدبير.

في هذا السياق صرح لجريدة " أنفاس بريس" أحد المهتمين بفنون التبوريدة قائلا: "إذا كانت هناك قرارات ستتخذ في حق العلامة والمقدمين الذين تبثث في حقهم بعض الخروقات والتجاوزات القانونية. فألف مرحبا" . لكن السؤال المطروح يضيف نفس المتحدث هو: " هل سيتم اتخاذ إجراءات زجرية في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة بخصوص مسئولي الشركة الملكية المغربية لتشجيع الفرس بعد فضيحة صفقة التجهيزات واللوجيستيك والنقل المباشر والصوتيات، خلال منافسات بين الجهات بمكناس".

و أوضح في هذا السياق بأنه سجل عدة مشاكل من بينها "عدم صلاحية المحرك للتبوريدة ( مكبوب) وأرضيته متربة وتحتاج للسقي المكتف لتفادي اشتداد الغبار وتطاير النقع بفعل الرياح. و الأنكى من ذلك هو فضيحة "عدم تزويد خيم الفرسان بالإنارة، حيث بقي الجميع محتجزين وسط خيمهم تحت رحمة الظلام الدامس." فضلا عن كارثة "شح الماء الصالح للشرب، ومياه تنظيف الخيول وما إلى ذلك من ارتباط بمادة الماء الحيوية.."، هذا وأضاف نفس المتحدث بأن " رداءة الصوت شكلت مشكلا حقيقيا في نقل أطوار المنافسات نظر للتجهيزات الضعيفة. والمدرجات التي لم تكن كافية لاستقبال الجمهور الغفير الذي اشتكى كثيرا من حراس الأمن الخاصين الذي استعملوا الكلاب لتشتيت الوافدين على المحرك ". وفي ختام تصريحه للجريدة تساءل قائلا: " أين تذهب مداخيل الجامعة؟ أين هي واجبات الاشتراك لمئات الفرسان في منافسات جائزة دار السلام (250,00 درهم للفارس)؟

ـ  مطلب تأسيس جامعة مستقلة خاصة بفن التبوريدة يفرض نفسه حاليا.

من جهة أخرى تساءل العديد من الفرسان عن الدور الذي تلعبه الجامعة الملكية المغربية للفروسية ومهامها في الارتقاء بفنون التبوريدة، وما هي القيمة المضافة التي تقدمها الشركة الملكية المغربية لتشجيع الفرس لتحصين الموروث الثقافي الشعبي للفروسية التقليدية؟ و ما هو برنامجها الثقافي والتأطيري الموجه لعموم الفرسان والشباب لاستقطاب الأطفال واليافعين للاهتمام برياضة الفروسية عامة وفن التبوريدة خاصة ؟ ولماذا لا تفكر الجامعة في إحداث ملاعب / محارك خاصة برياضة التبوريدة بجميع جهات المملكة بتنسيق مع القطاعات ذات الصلة؟

السؤال الأكثر حرقة الذي يتداول اليوم بين أهل الاختصاص هو ، هل يعتبر فرسان التبوريدة بالمغرب، منخرطين بالجامعة الملكية المغربية للفروسية التقليدية، وهل هم أعضاء ينتمون لمختلف أجهزتها ويشاركون في جموعاتها العامة ويشاركون في بلورة قراراتها، و يتابعون إجراءات تنفيذها على جميع المستويات، وهل يطلعون على أرصدة ومداخيل مصاريف جامعتنا الموقرة وشركتها ( لا سوريك) التي تتحدث عنها الركبان.؟

جامعة تجتمع وتقرر، في غياب آلاف الفرسان والفارسات الذين يشكلون القاعدة الأساسية للجامعة بنسبة تتجاوز 70% من الممارسين لفن التبوريدة، ولا تشركهم في مناقشة مستقبل رياضتهم وتراثهم ، وتضع البرامج وتصرف الملايين دون حسيب أو رقيب ، هي مطالبة اليوم بإعادة النظر في طرق تدبيرها لملف الفروسية التقليدية، ومطالبة بمراجعة  طرق تدبيرها لهذا الملف. بل أنها مدعوة للعمل على خلق جهاز جامعي مستقل عن مختلف رياضات الفروسية، ليدبر فن التبوريدة و ينكب على تأسيس أنديتها على الصعيد الوطني.

ـ ملاحظة لها علاقة بما سبق : لماذا لم تصدر لجنة التحكيم، والجهات المسؤولة بالجامعة و(لاسوريك) بلاغا توضيحيا في الوقت المناسب، وتعممه على المنابر الإعلامية بخصوص قرارات إقصاء السربات موضوع الخروقات القانونية ؟ ولماذا تعطلت القرارات مدة شهر تقريبا (من 21 أبريل إلى 20 ماي )؟