الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

بنات اليوسفية يعلن مصالحتهن مع "صحوة" اللباس التقليدي الأصيل، وهذه هي قناعاتهن

بنات اليوسفية يعلن مصالحتهن مع "صحوة" اللباس التقليدي الأصيل، وهذه هي قناعاتهن جانب من الجولة الاستعراضية لفتيات مدينة اليوسفية أمام قاعة العروض

بعد أن تناول وجبة الإفطارالرمضانية ليلة أمس الخميس 16 ماي 2019، ونفضن أيديهن من أشغال البيت التي تتعاظم خلال شهر رمضان الأبرك، بدأن يتقاطرن واحدة تلوى الأخرى على نقطة اللقاء التي حددت سلفا للقيام بمبادرتهن التلقائية ويعبرن عن قناعتهن بضرورة رد الاعتبار للباس التقليدي التراثي المرتبط بخصوصية منطقة أحمر خاصة، والمغرب بصفة عامة.

 هن مجموعة من فتيات مدينة اليوسفية ( 20 فتاة) اللواتي قررن التعبير بحرية عن شغفهن لارتداء الزي المغربي التقليدي الأصيل، ( الجلابة ـ النقاب ـ الحايك ...)، والقيام بجولة استعراضية من أمام قاعة العروض (الكنيسة) سابقا بشارع الحسن الثاني بالحي المحمدي، صوب نادي الأطر الفوسفاطية بمدينة اليوسفية، بعد أن وحدتهن مواقع التواصل الاجتماعي، وقررن اللقاء بعد تحديد الزمان والمكان.

" أنفاس بريس" كانت حاضرة ليلة الخميس 16 ماي، وتتبعت مبادرة الفتيات بنات اليوسفية اللواتي أطلقن تحدي المصالحة مع اللباس التقليدي المغربي.... هذه المبادرة التي أضحت ظاهرة تنتقل من مدينة إلى أخرى، ( الصويرة ـ دمنات ـ الدار البيضاء ـ مراكش ـ أسفي...) في مواجهة اللباس الدخيل و الوافد على مجتمعنا من الشرق، والذي يرمز للتعصب ويحيل على جماعات التطرف والعنف والإرهاب.

" نريد أن نعبر بتلقائية، وخارج أي توجيه أو تحت أي قيود وبعيدا عن أي غطاء، عن إرادتنا الصادقة، في ضرورة رد الاعتبار للباس التقليدي الأصيل المغربي...وسرنا على نهج صديقاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي بمدن مغربية أخرى". تقول إحدى الفتيات اللواتي تطوعن لتنفيذ برنامج تعاقدن عليه افتراضيا وتحقق واقعيا، وأضافت قائلة نحن " نؤمن بمفهوم الحرية، ونريد أن نعكسه على مستوى أصالتنا وتقاليدنا وعاداتنا على مستوى اللباس والزي....لقد أحسست براحة وطمأنينة وأنا ارتدي لباس الحايك والنقاب وأتجول مع صديقاتي دون حرج أو مضايقة من أحد... واعتبر المبادرة لمسة إضافية وتعزيز لسلوك التعبير الحر عن التمسك بمغربيتنا وهويتنا الأصيلة بعيدا عن التقليد الأعمى".

" نظرات المارة لنا كانت جد طبيعية، رغم أنها كانت تحمل أسئلة متعددة، من نكون وماذا نريد، أحسسنا فعلا،  بأن الناس قد تقبلوا لباسنا بشكل إيجابي، ولم يكن هناك أي رد فعل سلبي، بل أن البعض سارع لالتقاط صور لنا لأنه رأى فينا تراثا أصيلا ..". تضيف سيدة أخرى شاركت في مبادرة تحدي اللباس التقليدي. وفي نفس السياق أكدت فتات من بين المشاركات في المبادرة أنها " لاحظت تراجع اللباس الأفغاني الذي كان سائدا بشكل مخيف في اليوسفية، وتتطلع إلى ترسيخ عادات خصوصية اللباس الحمري ( الحايك والنقاب ) في الأوساط الاجتماعية والأسرية والعائلية لاسترجاع الزمن الجميل، كثقافة وسلوك يومي، لما يتميز به من نخوة واحترام لدى عموم الناس".

"أول حاجة وجدنا الراحة في ارتداء اللباس المغربي التقليدي ( الحايك والجلابة والنقاب ) كمغربيات، والذي نسترجع من خلاله عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، بعيدا عن الارتماء في حضن التقليد الأعمى في ارتداء أزياء دخيلة عن مجتمعنا وشاذة على مستوى رمزيتها العنيفة...ونحن نتمن العودة للباس التقليدي المغربي الذي يحافظ على هويتنا وانتمائنا للوطن"

وعن سؤال لجريدة " أنفاس بريس" أكدت مجموعة الفتيات المشاركات في مبادرة تحدي اللباس التقليدي أنهن عازمات على " وضع برنامج منفتح على المجتمع اليوسفي للقيام بحملة تحسيسية ، ولقاءات تواصلية لتوسيع دائرة النقاش حول المبادرة، واستقطاب نساء وفتيات للعودة إلى أصولهن لارتداء الزي التقليدي الأصيل، الذي أبدع فيه الصانع التقليدي ... سنواصل العمل داخل الأحياء الشعبية ، وسننسق مع بعضنا البعض لتوسيع دائرة النقاش حول لباسنا التقليدي، وسنعمل على إقامة وجبة فطور جماعي يتخللها نقاش في الموضوع، كما أننا نفكر في إقامة عروض وندوات ولقاءات في إطار تحدي العودة للباس التقليدي المغربي الأصيل.."