الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

من أمريكا إلى التشيك: تعلم لحجامة في رؤوس المغاربة اليتامى !!

من أمريكا إلى التشيك: تعلم لحجامة في رؤوس المغاربة اليتامى !! مشهد من توقيع الاتفاقية
من الطرق التسويقية الماكرة والخادعة التي يلجأ إليه بعض سفراء أمريكا بالرباط، ادعاء السفارة الأمريكية انها ستقوم بعملية إحسانية في بادية مغربية معينة عبر توزيع 10 أو 15 معزات على الفقراء، بمبرر تحسين مدخولهم اليومي. علما ان ثمن المعزة الواحدة لا يتعدى في أغلب الحالات 700 درهم. (المعزة الحلوب يصل ثمنها إلى 1500 درهم)، أي ان شراء 10 معزات لن يكلف سوى 7000 درهم تقريبا. لكن المصاريف التي تنفقها السفارة الأمريكية على الوفد الذي يرافق السفير وكراء الحافلة والفندق والغذاء في مطعم فاخر وضياع ساعات العمل من طرف مسؤولي السلطة العمومية الذين يعطلون مصالح المواطنين لاستقبال"سعادة" السفير الأمريكي تساوي عشرات الملايين من الدراهم. لكن ما يبقى عالقا في أذهان الرأي العام هو ان السفارة الأمريكية " دارت الخير في الموغريب " وخسرات شلا فلوس" على المغاربة !!. وهذا ما يدخل في فن الدعاية وتسويق صورة وهمية .
هذه العدوى انتقلت إلى شركات أجنبية تعمل بالمغرب، التي تخصص جزءا يسيرا جدا من المال على عملية معينة( بيئية أو خيرية وما شاكل ذلك)، لكن ترافقها لعبة تسويقية "مطروزة" لفائدة الشركة المعنية.
المثال على ذلك ماقامت به شركة السيارات "سكودا" بالمغرب SKODA، التي وقعت اتفاقية مع مندوبية المياه والغابات، في معرض الفلاحة بمكناس( أبريل 2019)، تخص تمويل زرع شجرة مقابل كل سيارة تم بيعها بالمغرب من نوع "سكودا". وهنا مربط الفرس، إذ أن مندوبية المياه والغابات لا تزرع بالتراب الوطني سوى الفسيلة(نبتة صغيرة) وليس شجرة مكتملة الجذور والجدع والأغصان. فالفسيلة لا يتعدى ثمن الواحدة منها 50 درهما في أحسن الحالات. وإذا علمنا أن شركة "سكودا"،  تبيع في العام الواحد 3000 سيارة فمعناه أن قيمة الاتفاقية "البيئية"  لن تتجاوز 150.000 درهم (15 مليون سنتيم) في العام ! ( للإشارة فثمن شجرة حقيقية ذات علو ستة أمتار وجدع بسمك 40 سنتيمتر وقطر 45 سنتيمتر في أسفل الشجرة يبلغ حوالي 10 آلاف درهم للشجرة الواحدة). وحتى؛إن التزمت العلامة التشيكية بزرع 4000 شجرة بالمغرب مع متم 2019، فإن المبلغ لن يتجاوز 200 ألف درهم !! أي أن ما أنفق من مصاريف "الطاباج" أغلى وأهم من ما رصد لجوهر الاتفاقية: أي التشجير.
ألم نقل إن فن الدعاية يمكن المرء من أن يبيع القرد ويضحك على من اشتراه !!