الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

نكسة المدرسة العمومية وفورة المدرسة الخصوصية: توابل الإخفاق والنجاح

نكسة المدرسة العمومية وفورة المدرسة الخصوصية: توابل الإخفاق والنجاح مشهد من إحدى المدارس (أرشيف)

إذا كانت المدرسة العمومية بالمغرب عرفت نكسات عديدة كان تأثيرها واضحا على المستوى التعليمي لتلاميذ كل المستويات، فإن التعليم الخصوصي استغل هذه الاختلالات واستقطب شريحة كبيرة من الأسر المغربية بوضع الثقة فيه لرسم آفاق تعليمية جديدة لأبنائهم. وبالتأكيد لاقت هذه التجربة مراحل ناجحة أنقذت آلاف التلاميذ من الهدر المدرسي، بل مهدت لنخبة هامة الطريق نحو النجاح والتفوق الدراسي الذي مكنهم من الحصول على مناصب عليا في القطاعين العام أو الخاص.

 

إن تجربة التعليم بالقطاع الخصوصي حققت بالتأكيد مكتسبات عديدة لم تعد المدرسة العمومية قادرة على تحقيقها بسبب العديد من الإكراهات (الاكتظاظ، كثرة المراجع، صعوبة المناهج، نسبة النجاح غير المرتكزة على مقومات حقيقية...)؛ وإذا كانت نسبة كبيرة من الأسر المغربية -وبشكل خاص متوسطة الدخل- انفتحت على التعليم الخصوصي، فإن هذا الإقبال الكبير كان من وراء بروز ظواهر جديدة بالتعليم الخصوصي، منها دخول مستثمرين غرباء على القطاع للاستحواذ على مساره العام، منهم منعشون عقاريون وتجار... والمستثمر حينما يتولى تسيير مشروع، فإن غايته الأولى تنبني على الربح المادي، ومن هذا الباب بالضبط بدأ انحدار مردودية التعليمي الخصوصي نحو الأسفل، وتحكمت فيه عوامل عديدة، منها الاعتماد على أساتذة ينقصهم التكوين اللازم، وتحويل الاكتظاظ من المدرسة العمومية للتعليم الخاص، ومنح نقط غير مستحقة لنسبة كبيرة من التلاميذ…

 

في ظل هذه المعطيات كان لعامل الربح المادي كل الأثر على المردودية التعليمية بالقطاع الخاص الذي أصبح في الوقت الراهن مثار تساؤلات من طرف الآباء والأمهات عن حول السبل الكفيلة لرسم مسار تعليمي موفق لأبنائهم؟ ومن دون أن تكون الأحكام مجحفة وغير منصفة هناك مؤسسات تعليمية خصوصية تستحق التقدير والتنويه، لاعتمادها على كل مقومات النجاح بعيدا عن المطالب المادية.

 

فتفوق العديد من المؤسسات التعليمية بالقطاع الخاص له منهجية قوامها النجاح، من أساتذة مكونين ومراقبة متواصلة، ومن حرص على مردودية تعليمية متميزة، وتفادي الاكتظاظ وظاهرة النقط المجانية..

 

وبين هذا وذاك بات من اللازم إيجاد حلول راهنية للتعليم ببلادنا، لكونه وصل إلى مستوى متدنّ لا يحتمل، فكيف لتلميذ بالسلك الثانوي لا يكتب طلبا خطيا، ولا يعرف ما هو البرلمان وما هو مجلس الجهة والاتحاد الأوروبي ودول شمال إفريقيا و.. و.. و.. و...