الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد المنعم الكزان : الداعشية والداعشية المضادة والحاجة إلى محاربة خطابات العنف والكراهية

عبد المنعم  الكزان : الداعشية والداعشية المضادة  والحاجة إلى  محاربة خطابات العنف والكراهية عبد المنعم الكزان باحث في السوسيولوجيا السياسية
 

هل غابت الإنسانية فينا، في عالم بلا قلب؟ هل غابت الانسانية فينا في عالم بلا روح ؟، كيف أصبحنا مجتمعات مادية استهلاكية وقتل الانسان فينا وأصبح الجهل هو السيد والتطرف عنوانا للقوة والجبروت؟

كيف أصبح التعصب، الديني أوالقَبلي أوالعنصري محركا لهذا العالم، وأصبح الشر باسم هويات قاتلة أساس التغييروروح هذا العالم؟ كيف تكدست معاني الكره والحقد، المليئة بالتعصب الديني في كافة الاديان والمذاهب والمعتقدات، بل حتى الالحادية منها، والداعشية والداعشية المضادة؟
مناسبة هذه الاسئلة هي المجزرة الإرهابية الرهيبة التي تعرض لها مصلون آمنون بمسجدين في نيوزيلاندا، هذه الجريمة المثقلة بالضحايا ورعب البنادق هذه الجريمة المثقلة بالترويع الاعلامي و الرقمي على الهواء ورائحة الدم البارد والتي كان بطلها "برينتون هاريسون تارانت"، شاب يبلغ من العمر 28 عاماً، حمل سلاحه الرشاش و أنطلق يقتل في مصلين مسلمين في "كرايست تشيرتش" في جمعة سوداء، بمسجدين مختلفين النور ولينوود م مخلفا 50 شهيداً وعشرات الجرحى أغلبهم في حالات حرجة جدا، وما يترتب عن ذلك من جروح غائرة جمع الشهداء بأبنائهم وأزواجهم وعائلاتهم. 
هل ماتت الانسانية في نفوس الناس؟ هل اختفت البلاغات والبيانات والمظاهرات من جدول أعمال المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية بخصوص هذا الفعل الذي اعتدى على حرمة الجسد وقتل الانسان فينا ؟
هل اختفى المثقفون والادباء والكُتَّاب والحركات الثقافية؟ أين الفائزون بجوائز النوبل من هذا الفعل؟ بل أين جمعيات حريات المعتقد والحريات الفردية في الذين طالما، تغنوا بالدفاع عن حرية العقيدة وعن الحقوق الكونية و العيش المشترك واحترام الاختلاف؟ وقبول الآخر كيفما كان؟
أليس ماوقع في نيوزلاندا إرهابا أليس هؤلاء مؤمنون بدين مختلف عن غالبية أهل البلد ؟ألا يمارسون حقهم في العبادة الذي تكفله لهم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان؟ خصوصا والحال أن هذا الارهابي أعلن عن الغاية من جرمه المشحون بالتطرف والتعصب العرقي والديني !!
ما الفرق بين جريمتي مراكش، أوشارلي إبدو أوبلجيكا، أو أحداث 16ماي أو أحداث 11 شتنبروغيرها من جميع جرائم إبادة البشروالشجر في شتى بقاع المعمور؟
إن انسانيتنا تُقتل حين تشحن الافكار بالعداء نحو الاخر حسب الاختلاف في الدين والعرق اوالمذهب في الدين الواحد والفكرالواحد، إن انسانيتنا تموت اذا لم تشحن بالحب والتسامح عبر قنوات اعلامية وكتب تثقيفية ووالمدرسة والجامعة إن إنسانيتنا تموت إذا لم يتم إعادة صياغة أفهام جديدة لأديان وفلسفات دينية تنبذ الحقد والتعصب والعنف تجاه الاخر المختلف مهما كانت هويته حتى نبني إنسانا بدون عنوان .
كيف نبني مجتمعات انسانية مليئة بالرحمة والتعاطف والتوادد ونبذ العنف، مجتمعات تعلي من قيمة الانسان وتضمن له والاستقرارالاقتصادي والامني ولقمة العيش ،الحياة المليئة بالتقدم والتطورمن خلال بث الروح المنتجة في نفوس الشباب شخصيا لم أستغرب من هذا الفعل، نتيجة تعالي الاصوات العنصرية والعنصرية المضادة في أروبا وغيرها دون أدنى مجهود دولي يمنع معاداة االعنصريات العرقية والدينية والتي لا تؤدي إلا إلى لاوعي الكره والكره المضاد، فأرجوكم فإن على هذه الأرض ما ومن يستحق الحياة.