الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

القصة الكاملة للسيدة التي وضعت مولودها في سيارة الإسعاف بأوامر مستشفى بنسليمان

القصة الكاملة للسيدة التي وضعت مولودها في سيارة الإسعاف بأوامر مستشفى بنسليمان صورة الام ووليدها الذي ولدته في سيارة الاسعاف

في الساعة الثامنة ليلا من ليلة السبت 9 مارس 2019 وصلت السيدة حكيمة الى المستشفى الاقليمي ببنسليمان قادمة اليه من دوار اولاد وهاب جماعة الزيايدة بعد ساورها مخاض الولادة .

بعد فحصها اخبرتها المولدة ان ساعة ولادتها قريبة وطلبت من مرافقي السيدة الحامل إمدادها بالاغطية ولوازم الوضع ، لكن سرعان ما غيرت المولدة رأيها وأخبرتها انه عليها التوجه فورا الى مستشفى ابن سينا بالرباط دون شرح ولا توضيح.

حضرت سيارة الاسعاف يسوقها سائق بلا تجهيزات ولا معدات وبدون ممرضة ترافق السيدة التي هي على أهبة الوضع .

كان على الزوج ان يؤدي مبلغ 200 درهم بحجة انها " فلوس المازوط الخاصة بسيارة الاسعاف" وهي تعرفة يؤديها كل من يركب تلك السيارة نحو الرباط.

السيدة الحامل تتألم وتتوجع إنه المخاض ، لكنها ممددة فوق ( بياص) بلا حتى حزام يشدها لئلا تسقط مع اهتزاز ودوران سيارة الاسعاف ، وبقرب السيدة الحامل أم زوجها ، وخلف سيارة الاسعاف يقود زوجها سيارته مرفوقا بابنه ذي الخمس سنوات .

دخل سائق سيارات الاسعاف الى محطة الوقود البعيدة بخمس كيلومترات على المستشفى الاقليمي ببنسليمان في الطريق نحو بوزنيقة ، " غادي ندير المازوط" ما الجدوى من سيارة اسعاف فارغة من " المازوط" ؟ ، في المحطة تعالى صراخ حكيمة تحت تاثير الاوجاع ، لكن السائق لا يبالي فقد انصرف لاقتناء قنينة ماء ، مما جعل الزوج يجري خلفه يطلب منه الاسراع والعجلة .

تحركت سيارة الاسعاف على بعد 100 متر وخلفها سيارة الزوج ، وإذا بسيارة الاسعاف تقف على قارعة الطريق.

الساعة التاسعة ليلا الظلام حالك والبرد قارس ، والزوج قد نزل يتفقد ماذا وقع ...وجد ما لم تصدقه عيناه ...أمه تحمل الوليد وهو يبكي ودماء في ارضية سيارة الاسعاف وزوجته مغمى عليها ...

تفاصيل الولادة داخل سيارة الاسعاف ترويها أم الزوج ، فجأة رمت السيدة الحامل بالوليد من تحت ثيابها والتقطته جدته ولولاها  لسقط على سطح سيارة الاسعاف الحديدي ولمات طبعا.

احتارت الام بين امر الوليد الذي لم تجد كيف تخرج ما تستره به من البرد ، وبين حالة والدته التي غرقت في دمائها ، طبعا الظلام عامل مساعد على تعقيد المهمة .

عندما فتح الزوح باب سيارة الاسعاف طلبت منه والدته دعمها بان يمد لها سكينا وخيطا كانت قد حملتهما تحسبا لهذه اللحظة ، فما دمت في دولة فيها هكذا مسؤولين فيتعين عليك ان تبالغ في الاحتياط .

تم قطع الحبل السري بسكين الخضر وربطه بخيط ولا حديث هاهنا عن شيء اسمه التعقيم .

تلقى سائق سيارة الاسعاف التعليمات بالعودة الى المستشفى الاقليمي ببنسليمان ، وأدار محرك سيارته وأطلق منبهها وعاد وزوج السيدة حكيمة خلفه بسيارته .

في مدخل المستشفى لا حركة ولا دليل على انهم ينتظرون وصول حامل وضعت حملها في سيارة الاسعاف ، الزوح ووالدته يسرعان لانقاذ السيدة ووليدها ، لكن حارس الامن الخاص له راي اخر فلن يدخل احد مع الزوجة وهي فوق ( البياص) مغمى عليها ، وتلك هي التعليمات ، وعندما احتج الزوج هدده الحارس بكرسي ....

كان الخبر قد شرع في الانتشار عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المكالمات الهاتفية لعدد من المسؤولين ....

لا عناية تذكر في بداية الامر ، مولدة واحدة مغلوبة على امرها ، لا وجود لاي طبيب او ممرض انهم في عطلة " الويكاند" ، حتى هاتف المستشفى لا يجيب عندما حاول عدد من الصحفيين الاتصال للاستفسار عن حقيقة الخبر فجأة حضر مسؤول" كبير" جاء من المندوبية تحت ضغط الاتصال وضغط الصحافة ، تسلمت المولدة الوليد وأخذته الى وجهة مجهولة ، في حين تم ادخال حكيمة الى قاعة مغلوقة قصد العناية  .

تغيرت اللغة ، لم تعد حكيمة الحامل المهملة التي حكموا عليها بالولادة في سيارة الاسعاف بل باتت معززة مكرمة يسألونها فقط عمن أوصل قصتها للصحافة ومن يقف خلف ذلك ، وحكيمة غارقة في دمائها وآلامها ، وسمحوا لزوجها بالدخول لكن طلبوا منه ان يسجل اعترافا بان زوجته لم تكن في غيبوبة وان الصحافة " كتزيد فيه" ، لم يكن الزوج على علم بما يحكون عنه ، فهو لا عهد له بالصحافة وإن كان قد عاين مصورين بمدخل باب المستشفى يسألون عن حادث ولادة سيدة في سيارة الاسعاف .

طالب الزوج من سائق سيارة الاسعاف إرجاع مبلغ 200 درهم مادام لم يسافر به الى الرباط ، لكن السائق اجابه ب " ياك درتها مازوط على عينيك" ووعده انه سيمكنه من 200 درهم فور طلب احدهم نقله الى الرباط...

وأخيرا الساعة 12 ليلا اخرجوا حكيمة من غرفة العناية رفقة وليدها واتكأت بقربه تحضنه وهو في نوم عميق فقد خرج في وطن بمشاكله .

لا تزال حكيمة ترقد في فراشها قرب فلذة كبدها في المستشفى الاقليمي ببنسليمان الذي رفض مسؤولوه استقبالها فيه بحجة واهية .

لكن تشاء الاقدار ان تلعن الغشاشين وتكشفهم ، هاهي قد ولدت في سيارة اسعاف فما المبرر من رفض استقبالها اول مرة .