البراد يثير جدلا في الجماعة الترابية تارودانت أكد بلاغ الفريق الاتحادي بالجماعة الترابية تارودانت، توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، على أن صفقة البراد كانت قد أثارت نقاشا، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، لاعتبارات متعددة، اطلع عليها وتابعها الرأي العام ورتب عليها "الدعوة لإلغائها وعدم تبديد المال العام واقتراح برمجة 23 مليون سنتيم لما فيه مصلحة للساكنة، ومن ذلك إتمام تهيئة الفضاء الأخضر بساحة باب الخميس/ باب الحجر الذي احتل "سيرك" فضاءات كبيرة منه جل أشهر السنوات الثلاث الماضية ".
وأوضح البلاغ أن المسؤولين بالجماعة الترابية لم يعتمدوا على "المقاربة التشاركية والتشاورية حول فكرة وموقع البراد، لا مع مكونات المجلس الجماعي، ولا وزارة الثقافة، والوكالة الحضرية، ولا مع الفاعلين الجمعويين في مجال الثراث والتاريخ".
وتابع بلاغ الفريق الاتحادي يقول بأن "استفراد وتعنت رئاسة المجلس بعقد جلسة فتح الأظرفة الخاصة بالبراد في سعي منها لفرض رأيها، قد أثار كذلك، نقاشا يتساءل من جهة عن الفكرة ومن كان خلفها؟، وعن موقف المعارضة مما يحصل، وموقف المجتمع المدني، وموقف ما كان يطلق عليهم سلطة الوصاية وكذا القطاع المعني أساسا بالثقافة والتراث الوطني والإنساني أينما تواجد.. كما تداول الرأي العام عن صاحب المشروع الذي عرضه على رئاسة الجماعة، بما في ذلك أرضية توصيفية لطريقة الصنع؟".
وتساءل بلاغ الفريق الاتحادي عن وصف وشكل البراد؟ وأين هو تصميمه ضمن الوثائق المنشورة للراغب قانونا في المشاركة في الصفقة؟ كما طرح نوع معدن البرونز الذي سيصنع منه البراد: أي نوع؟ وأية جودة؟ وكم سمكه؟ وما ضوابط لونه؟ وما هي الأشغال التفصيلية الموضحة لشكل البراد وتكوينه الفني والجمالي؟ وأي شكل من أشكال البراد هل المعروف بـ: "تاليمانت"، أم على شكل براد فاسي؟ أم المنقوش وبأربعة أرجل؟ وما شكل غطائه؟ وما هو شكل أنبوب البراد؟ وعن شكل اليد؟ وما نوع الخرسانة التي ستصنع بها؟ وما هي أنواع الحديد التي ستستعمل في صنع اليد؟
وفي سياق تساؤلاته الحرجة عن ثغرات صفقة البراد أفاد البلاغ بأنه "لا يوجد أي تصميم للكأس مرافق لوثائق التباري بالصفقة"، وتساءل، هل الخرسانة بالحديد أم لا؟ وما نوع الحديد وقطره؟ وما نوع الخرسانة التي ستستعمل في الصنع؟ وهل الكأس مصنع مسبقا ليورد ويوضع في مكانه..؟
واعتبر بلاغ المعارضة الاتحادية بأن "الارتجال وغياب أية دراسة ذات مصداقية، والاختيار غير الموفق لموقع منشأة البراد، سيجعلنا أمام خطأ وصورة غريبة تشوه وتضيق الساحة، وتضر بجمالية الأسوار، وسنكون أمام مظهر من مظاهر التلوث البصري بشكل غرائبي في موقع تراثي يسيئ للبراد والساحة والرؤية الجمالية".. لذلك ناشد الفريق الاتحادي المسؤولين بـ "عمالة إقليم تارودانت، ومديرية الثقافة، والوكالة الحضرية، والمجتمع المدني المهتم بالتراث، إلى القيام بكل الإجراءات القانونية وما يترتب عليها من آثار لإيقاف إجراءات التصديق وعدم تنفيذ هذه الفكرة غير السليمة". وطلبت المعارضة الاتحادية "بفتح نقاش بين مكونات المجلس والشركاء في المصالح الخارجية والمجتمع المدني المتخصص في التراث، لوضع وثيقة تبين وتوضح نوع النصب التذكارية والتراثية والتاريخية التي تنسجم مع خصوصيات المدينة، وتحديد مضامينها وموضوعها وشكلها، وتعيين الأمكنة الفضاءات اللائقة بها".
وشدد بلاغ الفريق الاتحادي على ضرورة إعمال "آلية التوافق والمقاربة التشاركية والانكباب على منهجية علمية للتعامل مع كل أشكال الترميم والصيانة لكل البنايات التاريخية والأنسجة العمرانية وأحياء قديمة، وما تبقى من فنادق وحمامات وبنايات عتيقة ودينية، وكذا جماليات وكيفيات تهيئة الساحات القديمة، والمحيط المحاذي للأسوار من الداخل والخارج".
.gif)
