في مثل هذا اليوم (28 فبراير 2007) استقبل القصر الملكي ميلاد "زهرة" في تربة طيبة، اسمها "لالة خديجة". اليوم تكمل عامها الثاني عشر. تضع تاج "اميرة". تمشي بخطى ثابتة، بوجه طفولي خجول، وبإحساس بمسؤولية ثقيلة وضعتها على عاتقيها. فهي تدرك بأنها لا تشبه كل الأطفال، ومن سلالة الملوك العلويين، لذا تشاهد في عينيها ذلك البريق اللامع وتلك العزيمة التي ورثتها من الملك محمد السادس.
فالحياة في ثوب أميرة تعلمك ما معنى أن تكون صارما. الحياة داخل القصور تلقنك كيف تعيش طفولة استثنائية خاضعة للضوابط والقواعد. كل خطوة وحركة وكلمة تقاس بالمسطرة. ولالة خديجة نجحت في خرجاتها الأولى كي تبدو كأميرة ساحرة للقلوب.. في النشاط الملكي الذي خصصه القصر لاستقبال العائلة الملكية الإسبانية، خطفت لالة خديجة الأضواء بردائها الأحمر، فتنت أولا والدها الذي كان ينظر إليها بحنوّ "الأب" وليس بنظرات الملك. كان لا يريدها أن تشبه أميرات الحكايات الأسطورية، بل يريدها أن تكون أميرة من دم ولحم، يريدها أن تكون قطعة من قلبه، والقطعة الأخرى يحجزها لولي العهد الأمير مولاي الحسن. لالة خديجة تكبر في عيني الملك وتكبر في عيون المغاربة. من اليوم فصاعدا لن يخفق لها قلب الملك فقط، بل كل قلوب المغاربة أصبحت تخفق باسمها. فهي بالفعل منذ النظرة الأولى إلى وجهها تطرق قلبك بلا استئذان، تراها "ملاكا" صغيرا بجناحين ترفل في تنورة بيضاء.
إنها باختصار خيال طفلة جامح يعيش في ثوب أميرة.. أطفأت اليوم شمعتها الثانية عشرة. تعانقها نظرات والدها، يرسم لها الطريق لتحلق كفراشة من خارج حياة القصور إلى الحياة الواسعة حيث ينتظر المغاربة أميرتهم الصغيرة التي تتهادى في مشيتها وتلتحم معها قلوبهم. فهي فرع من ذلك "الغصن" من تلك "الشجرة" الملكية الضاربة في تربة تاريخ عميق.