الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

الإعلامي الغول: رابح رابح، هكذا تسير العلاقات المغربية الإسبانية

الإعلامي الغول: رابح رابح، هكذا تسير العلاقات المغربية الإسبانية محمد الغول
في هذا الحوار مع الزميل الإعلامي بإذاعة "ميدي1"، محمد الغول، يتحدث عن سياق اللقاء بين العاهلين المغربي والإسباني، وكيف أن لقاءات بمثل هذا المستوى تجعل من القضايا الاتفاقية ضمن المباحثات بين الطرفين، وإرجاء القضايا الخلافية..

ماهي دلالات زيارة الملك الإسباني للمغرب خلال الأسبوع الثاني من شهر فبراير 2019؟
قبل هذه الزيارة لابد من التنويه إلى أن المغرب كان وجهة العاهل الإسباني "فليبي السادس" وأسابيع قليلة بعد توليه العرش بعد تنازل والده سنة 2014 أول بلد يزوره خارج دول الإتحاد الأوروبي، وبالتالي فهذه الزيارة تعد الثانية و هي على غرار الأولى تأكيد لإستراتجية العلاقات مع المغرب بالنسبة لإسبانيا، وخاصة أن هذه العلاقات عرفت تطورا من حيث طبيعتها، فبعدما كانت الأزمات الدورية تطبعها مابين الفينة والأخرى، أصبح القادة الإسبان بمختلف ألوانهم السياسية مجمعين على أهمية هذه العلاقات وبقائها في وضع جيد بشكل دائم، الأمرالذي أثرعلى العلاقات التجارية والاقتصادية مابين البلدين، حيث وللسنة السادسة على التوالي تتربع إسبانيا على عرش الشركاء الإقتصاديين للمغرب كأول زبون وأول مورد، في وقت واصلت فيه الاستثمارات والشركات الإسبانية تدفقها على المغرب، وحضور عدد كبير من رجال الأعمال الإسبان ضمن وفد العاهل الإسباني تأكيد على نقوله هنا، ولكن إستراتجية العلاقات الإسبانية المغربية، تتجاوز ذلك الى ملفات أخرى مثل التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب والهجرة، هذه وأخرى كثيرة من دلالات زيارة "فليبي السادس"، ثم لا ننسى الطابع الأُسَري لعلاقات المؤسستين الملكيتين في البلدين وهو الأمر الذي كان دائما صمام آمان علاقتهما في لحظات التوثر.
 
 
ماهي القضايا التي يمكن ان تكون موضوع محادثات بين العاهلين المغربي والإسباني؟
خارج إطار الاتفاقيات الموقعة، ولاشك حضرت ملفات شائكة في علاقات البلدين، ملف التطرّف والذي شهد التنسيق والتعاون الأمني فيه بين البلدين تطورا كبيرا إلى درجة تنفيذ عمليات أمنية مشتركة، وكذا ملف الهجرة والذي يعرف تعاونا وثيقا إضافة إلى ملفات تهريب المخدرات والأوضاع الإقليمية، وإسبانيا مؤخرا أكدت بأنها تعتبر نفسها مدافعا عن المصالح المغربية لدى الإتحاد الأوروبي والدليل المجهود الذي بذلته في ملف الصيد البحري إضافة إلى فرنسا، في مواجهة إرتدادات تحركات اللوبيات المناهضة للمغرب في ملف الصحراء في البرلمان الأوروبي.
رغم أن لقاء بهذا المستوى تطرح فيه القضايا الاتفاقية، فإن قضية سبتة ومليلية عادة لايتم ذكرها في البيان الأخير لمثل هذه الزيارات، لماذا؟
ملف سبتة ومليلية، طالما تعامل معه الطرفان كملف يمكن تأجيله إلى مرحلة، طبعا ليس نسيانه ولكن حتى تتوفر ظروف مناسبة لفتحه، وهذا التعامل من الديبلوماسية المغربية مع هذا الملف تأكد أكثر في السنوات الأخيرة والتي شهدت في المقابل تغيرا في الموقف الإسباني تجاه قضية الصحراء والذي أصبح يميل أكثر للمغرب وإن كان هذا لا يعني غياب المدينتين المحتلتين عن لقاءات مسؤولي البلدين، لأنهما تفرضان أنفسهما على الأجندة بسبب المشاكل التي تقع على مستوى معابر المدينتين.
 

المغرب بطبيعة الحال رابح على مختلف الأصعدة كما الجانب الإسباني من علاقات تتطور بإيجابية وفِي صحة جيدة، المغرب يربح شريكا جديا، إقتصاديا وسياسيا، يربح مصدر إستثمارات مهم، يربح سوقا غنية، ولا ننسى أن إسبانيا تحتضن جالية مغربية مهمة وفِي تصاعد وتجاوزت سبعمائة ألف شخص. المغرب من خلال إسبانيا يمكنه ومن خلال شراكات القطاع الخاص فتح أسواق جديدة، الأمريكية لاتينية مثلا، كما هو المغرب سبيل الشركات الإسبانية من خلال الشراكات إلى السوق الافريقية، العلاقات المغربية الإسبانية، في السنوات الأخيرة دخلت مرحلة رابح رابح.