الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى المنوزي: المعنى الديموقراطي الشامل لطي صفحة المآسي

مصطفى المنوزي: المعنى الديموقراطي الشامل لطي صفحة المآسي مصطفى المنوزي

عندما نطالب بإعادة قراءة عدالة الانتقال الديمقراطي في العلاقة مع الجوار والاستعمار، كنا نراهن على تجاوب فلول الوطنية داخل الدولة والمجتمع مع المطلب، تجاوزا لأخطاء عريضة المطالبة بالاستقلال التي تجاهلت البعد الديمقراطي، واستدراكا لسوء التدبير الذي شاب العلاقة مع مطلب استكمال تحرير كافة أرجاء الوطن، وصمت التواطؤ الذي صاحب عملية تصفية جيش التحرير ومشروع المقاومة والتحرر بالقوة والرصاص، اعتبارا من  مكنسة إيكوفيون في عاشر فبراير 1958 إلى حدود عشية المؤتمر الاستثنائي في يناير 1975.

 

وها نحن اليوم مضطرون، بمناسبة حلول الذكرى 60 لعملية ايكوفيون التي شنها الاستعماران الفرنسي والإسباني ضد جيش التحرير المغربي في الصحراء، مضطرون إلى التذكير بضرورة استحضار مطلب الحقيقة والعدالة كمدخل لبلورة حل منصف ودمقراطي للقضايا العالقة في ملف الحدود والثغور، محل نزاع  في إطار وحدة المصير، محورها الإنسان ثم التراب.

 

ولعل استكمال معالجة ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفق مقاربة تشاركية وبالتأسيس لآليات ناجعة للوقاية من التعذيب والحماية من الاختفاء القسري، أفضل مدخل يتيح إمكانية الالتفاف على الاختلالات التي اعترت مسارات التسويات الجزئية والفوقية المحتكرة لأسباب أمنية ضيقة، وتقويم العلاقات المؤسساتية أفقيا، بتكريس الدمقراطية المحلية الواسعة الصلاحية، حتى ننجح في إعطاء مطلب الحق في تقرير المصير بمعناه المفيد والجدي والمطابق للمعايير الكونية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب التاريخية والمكتسبة والمؤسسة حاضرا واستقبالا.