الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

وصفة الدكتور سعيد ميزكي لمواجهة مرض الأنفلونزا

وصفة الدكتور سعيد ميزكي لمواجهة مرض الأنفلونزا الدكتور سعيد ميزكي وصورة لفيروس الأنفلوانزا

أود أن أقدم توضيحا للرأي العام حول الأنفلونزا AH1N1 :

ففي علم الوبائيات (وأنا واحد من المهتمين بالموضوع، وشاركت قلبا وقالبا في مكافحة هذه الأنفلونزا مند ظهورها سنة 2009)، عندما يظهر وباء نركز في المراقبة الوبائية و الإحصائيات على رقمين: عدد الإصابات وعدد الوفيات. أكيد في بداية الجائحة وتأخر ظهور علاج أو لقاح أو معرفة الفيروس معرفة شاملة، تكون هذه الارقام مرتفعة، وبمجرد التقدم في معرفة الداء نلاحظ انخفاضا مستمرا في عدد الإصابات و بالتالي في عدد الوفيات.

 

الأنفلونزا الموسمية السائدة في العالم قبل 2009 كان الفيروس من فصيلة AH3N2 وكانت تصيب الآلاف في المغرب وتحصد العشرات من الأرواح، ولكن لا أحد كان يناقش الأمر لأن أغلب الوفيات آنذاك كانت ناتجة على مضاعفات خطيرة يتسبب فيها الفيروس، خصوصا عند الأشخاص ذوي المناعة المحدودة (الرضع،  المسنين، الحوامل، الأمراض المزمنة).

 

وبعد ظهور الفيروس الجديد AH1N1، حرصت منظمة الصحة العالمية على تتبع الجائحة كل يوم وكل ساعة خوفا منها في أن يكون هدا الفيروس أخطر من الفيروس المسبب في أنفلونزا الطيور AH5N1 (وهذا هو الفيروس الفتاك)، وبعد ظهور اللقاح كانت المنظمة تضيف جزءا من مكونات فيروس AH1N1  إلى اللقاح القديم الذي كان يحتوي 100% على مكونات من فيروسAH3N2 ؛ ويمكن لأي شخص أن يتحرى الأمر من خلال الورقة المصاحبة للقاح ليرى ذلك تدريجيا.

 

منذ 2009 بدأ فيروس AH1N1 يسيطر على فيروس AH3N2 وبالتالي منذ 2015 أصبح هو المسيطر، والآن نتكلم على حوالي 80% من الأنفلونزا هي نتيجة فيروس AH1N1 يعني، وبلغة علمية، أن انفلونزا الخنازير أصبحت انفلونزا موسمية، يعني سوف تصيب الآلاف من المغاربة، وسوف يعانون من أعراض عادية، ثم يشفون منها خلال يومين أو 3 أيام.. لكن سوف تكون أشد وقعا على الأشخاص ذوي المناعة المحدودة فقط.. وخير علاج لهذه الفئة من الأشخاص هي الوقاية، وأفضل سبل الوقاية عند هؤلاء الأشخاص (الأطفال أقل من 5 سنوات، المسنون، الحوامل، الأمراض المزمنة) هو اللقاح.

 

ونحن في منتصف فصل الشتاء أهم إجراء هو الوقاية الشخصية، لذا يجب على كل مصاب بهذه الأنفلونزا أن يقي عائلته وذويه من خلال اجتناب العطس أو السعال أمامهم، التخلص بعناية من المناديل المستعملة، غسل اليدين، عدم إرسال الطفل المصاب إلى المدرسة، استشارة أقرب طبيب..

 

وأخيرا لا داعي لكل هذا الهلع.