الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

مقتل الطفلة "إخلاص" صرخة في وجه بنكيران علّه يصمت ويبلع لسانه!!

مقتل الطفلة "إخلاص" صرخة في وجه بنكيران علّه يصمت ويبلع لسانه!! عبد الإله بنكيران والطفلة إخلاص البوجدايني
عبد الإله بنكيران وهو يعود من جديد لتلاوة زابوره من صالونه الدافئ ليلة الاثنين 21 يناير 2019، متكوّرا في جلبابه الصوفي، بالقرب من مدفأته، ومحاطا بحوارييه، ومحتميا بحرسه المرابطين أمام فيلّته، فُجِع المغاربة بالعثور على الطفلة المختفية منذ أسابيع "إخلاص البوجدايني" صباح يوم الثلاثاء 22 يناير 2019 بأحد الجبال بميضار وهي جثة هامدة. في الوقت الذي بدأ "الذباب الإلكتروني" بتقاسم "زابور" بنكيران صباح يوم الثلاثاء، انتقل المعزون إلى مقر سكن والدي الطفلة إخلاص بمنطقة الدّرويش.
كيف نربط بين "اللايف" الثاني لرئيس الحكومة السابق ومقتل "إخلاص"، هو الإحساس بالعدمية التي أصبح يشعر بها المغاربة في زمن حكومة "الخوانجية"، هو هذا الخروج الاستفزازي لبنكيران للحديث عن هبة "التقاعد"، و"النعيم" الذي أصبح عليه بعد أن كان لا يوجد في جيبه ثمن شراء شبر من التراب!!
المغاربة الذين كانوا يعقدون آمالا كبيرة على بنكيران، وبلا شك كانت الطفلة "إخلاص" ووالداها والفقراء من يعيشون في "طين" هذه الحكومة، ينتظرون من زعيم "حربائي" متلون ومتعدد الوجوه الحديث عن مآسيهم، أن يعتذر منهم على فشله في إجهاض أحلامهم، أن يتقاسم معهم همومهم، أن يطلب من الله الصفح والعفو لخيانته الأمانة، أن يبرر لهم أكاذيبه، عوض أن يبرر لهم كيف نزلت عليه من السماء 9 ملايين شهريا!!
"إخلاص" الله وحده يعلم بأي ذنب قتلت؟! "إخلاص" إذا ماتت فالآلاف من الأطفال مشردون وجائعون، يُغتصبون ويُستعبدون ويتضوّرون جوعا. لأن طوق النجاة وضعه بنكيران على عنقه وأعناق طائفته.
ستُسأل البيجيدي عن موت "إخلاص"، سيُسأل سعد الدين العثماني، راعي هذه الحكومة، ألم يكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه -الذي ينصب بنكيران على أحاديثه- يقول: "لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر"، سيُسأل كذلك كل وزراء الحكومة فردا فردا: لماذا وجوهنا متجهمة؟ لماذا أفئدتنا حزينة؟ لماذا تقاسيمنا عابسة؟ لماذا قلوبنا جافة؟ لماذا دماؤنا ساخنة وفاترة؟
بين اكتشاف جثة الطفلة "إخلاص" ورؤية "وجه" بنكيران بكل مقته ولسانه الذي عاد إلى بث الكراهية، ساعات قليلة اختزلت كم هي قاسية هذه الحياة وغير منصفة. لأن "إخلاص" ليست هي "سومية بنكيران".
لأن "إخلاص" المقتولة بدم بارد لا تساوي قشّة حطب حتى تعبئ الحكومة مصالحها ودركها ومخازنيتها وقواتها العمومية للبحث عنها وإعادتها إلى حضن والديها.
من حظنا العاثر أصبحنا منشغلين بتقاعد بنكيران أكثر من انشغالنا بطفلة بريئة مختفية منذ أسابيع! بنكيران بخبثه ومكره استطاع إلهاءنا عن أنفسنا. بنكيران استطاع أن يعود إلى الحياة السياسية ولو بخسّة. بنكيران استطاع أن يحدثنا من إقامته "الجبرية" عن غنائمه، عن الزّبد الذي يعيش فيه، عن قيمة "التسوّل" السياسي، عن زعيم ورقي لا يحسب أنّ ما نهبته يمناه من جيوب الموظفين والمتقاعدين وضعته يسراه في جيبه!!
موت "إخلاص" الذي لم يمهلها القدر أكثر من ثلاث سنوات لتطمر تحت التراب، هو صرخة في وجه بنكيران علّه يصمت ويبلع لسانه!!