كنت مناصرا للنائبة البرلمانية السيد آمنة ماء العينين ولاأزال، عندما هاجمتها ضباع لا تعرف للصراع قانونا ، دعمتها في حقها الطبيعي في الخطأ ، باعتبارها من سلالة آدم وباعتبار كل بني آدم خطاءون ، لكن كنت أنتظر منها الشق الثاني من الحديث النبوي لتكون خير الخطائين ، إلا أن السيدة ماء العينين "طيحت لوراق على ما يبدو" فهي مثل ثور "الغيس" ، لا يلبث أن يسل رجلا حتى تغرق ثلاثا ، مع كثير من سبق الإصرار والترصد منها.
بغض النظر عن أن السيدة آمنة لم تكن أمينة مع من استأمنوها على أصواتهم ، حين خرقت العقد الاجتماعي الذي يجمعها بهم كما حرره المدعو جون جاك روسو، فناخبوها اختاروها هي دون غيرها ، بشكلها وخطابها وحلاوة لسانها وقوة مبدئها ، وكاريزمية شخصيتها ، وحيائها في لباسها ، بحسب زاوية زبنائها المصوتين ، فهي سيدتهم وهم يرونها فرسهم التي يمكنهم الرهان عليها ، وعلى ذلك الأساس وقع الطرفان اتفاقية شفوية أخلاقية ، وحتى بعد أن ضبطت السيدة تخلع حجابها في فرنسا وترتدي سروال "الدجين" المكروهة صلاة لابسه في قاموس "الإخوان" عند الرجال ، لأنه يكشف العورة ، أما لباسه من طرف إمرة فهي سيدة لا تدخل "دار العدالة والتنمية" بالمرة ، فكل ذلك هضمناه بمرارته ، ودافعنا عن "خطيئة المرأة " متوقعين منها قوة وصدقا تدفعها نحو عقد ندوة صحفية والإعلان عن اعتذارها لناخبيها الذين عينوها في درجة نائبة الأمة ، براتب سمين بلا عناء ، وبسلطة ونفوذ ، وعموما بأن تعيش آمنة وغيرها من النواب عالة على الأمة ، انتظرناها توضح ظروف "نصيل حوايج المسلمات" ، وارتداء "لاغوب موضيغن" ، يبرز منها ساقان ومقدمة الفخذين والأكتاف للتهوية و"التشماش" في هواء وشمس باريس قبل تغلفيهم بـ "غلاف العودة" أو "حوايج الخدمة" في المغرب ، كنت أنتظر منها أن تقول أنها صور قديمة لها قبل أن تدخل7 "الإسلام" ، وأن عين حسود حقود تربصت بها ، كنت أنتظر منها أن تغني على لسان أبي الفضائح مثلها " غلطانة " ، ثم تقدم استقالتها وتنسحب بشرف ، جزاء " عللي جرى " كما غنت أصالة نصري بصوتها الرخم .
لكن السيدة أصرت على حماقات " ماجاتش معاها " ، فهي مثقفة أو بهكذا تشهد لها ديبلوماتها وشواهدها ، وهي مسؤولة ، ثم إنها أم ، وكل هذا يعنينا منه أنها "مولات عقل" ، لكن ضبطها من جديد في خلوة مع شخص هو ليس من محارمها وهما على انفراد وفي سفر ، يجعلها ترتكب كبيرة جديدة في قاموس حزبها وحركتها ، وحتى مع وقوع الحادثة التي فضحت ماء العينين ، فإن هذه الأخيرة التقطتها عدسات الكاميرا بلا حجاب ، وهو الحجاب الذي كانت تعتبره آمنة " إكسيسوار العمل " ، حيث شوهدت السيدة تلتحف بمنديل ، و ترتدي حذاء جلديا عاليا مثل نساء رعاة البقر ، ولم يكن ينقصها غير حصان وحبل ومطاردة عجل شارد ، وتكتمل صورة العبث حين تنتشر أخبار مفادها أن النائبة البرلمانية سبق وتقدمت بشهادة طبية تعتذر فيها عن حضور جلسات مناقشة مصير الأمة في البرلمان ، ومن المفترض في تلك اللحظة وفي ذلك اليوم والعهدة على الشهادة الطبية أن تكون نائبتنا المحترمة في فراش المرض ، لكنها هجرت " فراش المرض" لتتخطى الخطوط الحمراء التي رسمها حزبها وحركتها لغيرهم وتجاهلوا رسمها لأنفسهم .
في الحقيقة كثرت حماقات أهل البيجيدي ، وتبين أن كلهم تواقون ل"النشاط" ولليالي الحمراء ، للذكر فيهم مثل الأنثى ، حتى تذكرت أول ولاية لهم في المقاطعة حيث كنت أقطن ، يوم سألت أحد المستشارين الجماعيين عن فريقهم الجماعي ، فكان رده قبل سنة 2011 ، " ناس الله يعمرها درا ...باغين عا ياكلو ويشربو " ، الآن فقط أدركت قيمة جواب ذلك المستسار الجماعي رحمه الله ، فعلا " باغين عا ياكلو ويشربو " وزد على ذلك " يشطحو ويسافرو ويتزوجو ..." .
وأعود إلى مدللة الحزب السيدة آمنة ماء العينين ، فواضح أنها حصلت على جواز مرور من كبيرها السيد عبد الإله بنكيران ، ربما في رقبة الرجل دين لآمنة ، فلا ننسى أنها كانت من الصقور المعارضة بشدة لمحاولة " الإخوة" تحنيط بنكيران ، عندما تم إعفاؤه من رئاسة الحكومة ، حيث تنكر له الإخوة وانفضوا من حوله ، وهرعوا يتلصصون على الحقائب الوزارية ، "وقلبو على الراجل" وتركوه وحيدا بل محاصرا ، يشمت فيه الأعداء ، وطالبه الاشقاء بدخول سباته الشتوي و "قطيع الحس" ، وهناك من نادى بإعدام الرجل سياسيا ، حينها هبت ماء العينين وحامي الدين وآخرون ممن يئسوا من الحصول على كعكة الاستوزار ، وطالبوا بالإبقاء على بنكيران "شغالا " وعدم برمجته على نظام " الصامت ـ صيلونصيوه" ، و كانت الغلبة للمتنكرين المتجاهلين المنتقمين وتم تجميد بنكيران في المجمد السياسي ، ودخله الرجل وبات مثل تمثال هبل في عهد قريش ، أو مثل الصنم الذي هشمه سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وانصرف "الإخوة" يغازلون أخنوش ولشكر ، ولعابهم يسيل على المناصب ولسان حالهم يقول لهما " ما تديوش على بنكيران ، مسكين ماعندو عقل ...سولونا عليه حنا ...حنا راه عا صابرين ليه وصافي ..." .
ربما يرد بنكيران الجميل لماء العينين ، وهاهو اليوم بعد الإفراج عنه ، وإرجاعه إلى "رحبة السياسة" ، يصفح لماء العينين ما لا يمكن ل"أخ" أن يصفحه لأي كان ، فالسيدة لم تكتف ب" طريش لحواج " والرقص بباب حانة ، بل إن السيدة لبست لباس البحر "الرومي" ، وسواء أكان "دو بياس" أو "سترينغ" أو " سول بياس" فهو لباس ممنوع ممقوت ، لا تلبسه إلا سافلة بحسب مرجعية الإخوة والأخوات سواء في "ثكنة" الحزب ، أو في " كوميسارية " الإصلاح والتوحيد ، وربما لم يعد بنكيران يهتم لمرجعية الحزب من عدمه ، فالحزب في حرب ، وفي الحرب بحسب ميكيافيلي كل شيء مباح ومشروع ، بما في ذلك تحليل المحرم ، ويكفي أن الكبير بنكيران أعلن أنه لم يكن يصافح النساء قبل تذوق "عسيلة السياسة" ، وبات الآن يصافحهن وقد يفتي في حقهن بشيء آخر ، لعلها لعنة السياسة والرغبة في البقاء في حضن السلطة ، إنها حلاوة النفوذ وطعم الجاه ، تجعل المرء يبيع أحد أبنائه أو أحد أعضائه .
المثير في النازلة ان شيخ النوازل العالم الرباني بل كبير العلماء الريسوني لم يصدر اي حكم او فتوى في " نزوات بنت الحزب" ، وهو الذي سبق وحشر أنفه في قرار إضافة الساعة الحكومية واعتبر روافضها بالرعاع ، مثلما "ضرب" علماء التوحيد والإصلاح "الطم " ، فما وحدوا ولا أصلحوا بنتهم "المرتدة" ، ولم يخرج أي من "باباغاوات الحزب" بأي تغريدة ولا تدوينة ولو من باب التنهيدة وهي أقل الإيمان في تغيير "منكر" آمنة بنت الحاج العدالة والتنمية .