الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

ماء العينين "هانم" بنت الحاج العدالة والتنمية شخصيا

ماء العينين "هانم" بنت الحاج العدالة والتنمية شخصيا محمد الشمسي،وأمينة ماء العينين

كنت مناصرا للنائبة البرلمانية السيد آمنة ماء العينين ولاأزال، عندما هاجمتها ضباع لا تعرف للصراع قانونا ، دعمتها في حقها الطبيعي في الخطأ ، باعتبارها من سلالة آدم وباعتبار كل بني آدم خطاءون ، لكن كنت أنتظر منها الشق الثاني من الحديث النبوي  لتكون خير الخطائين ، إلا أن السيدة ماء العينين "طيحت لوراق على ما يبدو"  فهي مثل ثور "الغيس" ، لا يلبث أن يسل رجلا حتى تغرق ثلاثا ، مع كثير من سبق الإصرار والترصد منها.

بغض النظر عن أن السيدة آمنة لم تكن أمينة مع من استأمنوها على أصواتهم ، حين خرقت العقد الاجتماعي الذي يجمعها بهم كما حرره المدعو  جون جاك روسو، فناخبوها  اختاروها هي دون غيرها ، بشكلها وخطابها وحلاوة لسانها وقوة مبدئها ، وكاريزمية شخصيتها ، وحيائها في لباسها ، بحسب زاوية زبنائها المصوتين ، فهي سيدتهم وهم  يرونها فرسهم التي يمكنهم الرهان عليها ، وعلى ذلك الأساس وقع الطرفان اتفاقية شفوية أخلاقية ، وحتى بعد أن ضبطت السيدة تخلع حجابها في فرنسا  وترتدي سروال "الدجين" المكروهة صلاة لابسه في قاموس "الإخوان" عند الرجال ، لأنه يكشف العورة ، أما لباسه من طرف إمرة فهي سيدة لا تدخل "دار العدالة والتنمية" بالمرة ، فكل ذلك هضمناه بمرارته ، ودافعنا عن "خطيئة المرأة " متوقعين منها قوة وصدقا  تدفعها نحو عقد ندوة صحفية والإعلان عن اعتذارها لناخبيها الذين عينوها في درجة نائبة الأمة ، براتب سمين بلا عناء ، وبسلطة ونفوذ ، وعموما بأن تعيش آمنة وغيرها من النواب عالة على الأمة ، انتظرناها توضح ظروف  "نصيل حوايج المسلمات" ، وارتداء "لاغوب موضيغن" ، يبرز منها ساقان ومقدمة الفخذين والأكتاف للتهوية و"التشماش" في هواء وشمس باريس قبل تغلفيهم بـ "غلاف العودة" أو "حوايج الخدمة" في المغرب ، كنت أنتظر منها أن تقول أنها صور قديمة لها قبل أن تدخل7 "الإسلام" ، وأن عين حسود حقود تربصت بها ، كنت أنتظر منها أن تغني على لسان أبي الفضائح مثلها " غلطانة " ، ثم تقدم استقالتها وتنسحب بشرف ، جزاء " عللي جرى " كما غنت أصالة نصري بصوتها الرخم .

 لكن السيدة أصرت على  حماقات " ماجاتش معاها " ، فهي مثقفة أو بهكذا تشهد لها  ديبلوماتها وشواهدها ، وهي مسؤولة ، ثم إنها أم ، وكل هذا يعنينا منه أنها "مولات عقل" ، لكن ضبطها من جديد في خلوة مع شخص هو ليس من محارمها وهما على انفراد وفي سفر ، يجعلها ترتكب كبيرة جديدة في قاموس حزبها وحركتها ، وحتى مع وقوع الحادثة التي فضحت ماء العينين ، فإن هذه الأخيرة التقطتها عدسات الكاميرا بلا حجاب ، وهو الحجاب الذي كانت تعتبره آمنة " إكسيسوار العمل " ، حيث شوهدت السيدة تلتحف بمنديل ، و ترتدي حذاء جلديا عاليا مثل نساء رعاة البقر ، ولم يكن ينقصها غير حصان وحبل ومطاردة عجل شارد ، وتكتمل  صورة العبث حين تنتشر أخبار مفادها أن النائبة البرلمانية سبق وتقدمت بشهادة طبية تعتذر فيها عن حضور جلسات مناقشة مصير الأمة في البرلمان ، ومن المفترض في تلك اللحظة وفي ذلك اليوم والعهدة على الشهادة الطبية  أن تكون نائبتنا المحترمة في فراش المرض ، لكنها هجرت " فراش المرض" لتتخطى  الخطوط الحمراء التي رسمها حزبها وحركتها لغيرهم وتجاهلوا رسمها لأنفسهم .

في الحقيقة كثرت حماقات أهل البيجيدي ،  وتبين أن كلهم تواقون ل"النشاط" ولليالي الحمراء ، للذكر فيهم مثل الأنثى ، حتى تذكرت أول ولاية لهم في المقاطعة حيث كنت أقطن ، يوم سألت أحد المستشارين الجماعيين عن فريقهم الجماعي ، فكان رده قبل سنة 2011 ، " ناس الله يعمرها درا ...باغين عا ياكلو ويشربو " ، الآن فقط أدركت قيمة جواب ذلك المستسار الجماعي رحمه الله ، فعلا " باغين عا ياكلو ويشربو " وزد على ذلك " يشطحو ويسافرو ويتزوجو ..." .

 وأعود إلى مدللة الحزب السيدة آمنة ماء العينين ، فواضح أنها حصلت على جواز مرور من كبيرها السيد عبد الإله بنكيران ، ربما في رقبة الرجل دين لآمنة ، فلا ننسى أنها كانت من الصقور المعارضة بشدة لمحاولة " الإخوة" تحنيط بنكيران ،  عندما تم إعفاؤه من رئاسة الحكومة ، حيث تنكر له الإخوة وانفضوا من حوله ، وهرعوا يتلصصون على الحقائب الوزارية ، "وقلبو على الراجل" وتركوه وحيدا بل محاصرا ، يشمت فيه الأعداء ، وطالبه الاشقاء بدخول سباته الشتوي و "قطيع الحس" ، وهناك من نادى بإعدام الرجل سياسيا  ، حينها هبت ماء العينين وحامي الدين وآخرون ممن يئسوا من الحصول على كعكة الاستوزار ، وطالبوا بالإبقاء على بنكيران "شغالا " وعدم برمجته على نظام " الصامت ـ صيلونصيوه" ، و كانت الغلبة للمتنكرين المتجاهلين المنتقمين وتم تجميد بنكيران في المجمد السياسي ، ودخله الرجل وبات مثل تمثال هبل في عهد قريش ، أو مثل الصنم الذي هشمه سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وانصرف "الإخوة" يغازلون أخنوش ولشكر ، ولعابهم يسيل على المناصب ولسان حالهم يقول لهما " ما تديوش على بنكيران ، مسكين ماعندو عقل ...سولونا عليه حنا ...حنا راه عا صابرين ليه وصافي ..." .

ربما يرد بنكيران الجميل لماء العينين ، وهاهو اليوم بعد الإفراج عنه ، وإرجاعه إلى "رحبة السياسة" ، يصفح لماء العينين ما لا يمكن ل"أخ" أن يصفحه لأي كان ، فالسيدة لم تكتف ب" طريش لحواج " والرقص بباب حانة ، بل إن السيدة لبست لباس البحر "الرومي" ، وسواء أكان "دو بياس" أو "سترينغ" أو " سول بياس" فهو لباس ممنوع ممقوت ، لا تلبسه إلا سافلة بحسب مرجعية الإخوة والأخوات سواء في "ثكنة"  الحزب ، أو في " كوميسارية " الإصلاح والتوحيد ، وربما لم يعد بنكيران يهتم لمرجعية الحزب من عدمه ، فالحزب في حرب ، وفي الحرب بحسب ميكيافيلي  كل شيء مباح ومشروع ، بما في ذلك تحليل المحرم ، ويكفي أن الكبير بنكيران أعلن أنه لم يكن يصافح النساء قبل تذوق "عسيلة السياسة"  ، وبات الآن يصافحهن وقد يفتي في حقهن بشيء آخر  ، لعلها لعنة السياسة والرغبة في البقاء في حضن السلطة ، إنها حلاوة النفوذ وطعم الجاه ، تجعل المرء يبيع  أحد أبنائه أو أحد أعضائه .

المثير في النازلة ان شيخ النوازل العالم الرباني بل كبير العلماء  الريسوني لم يصدر اي حكم او فتوى  في " نزوات بنت الحزب" ، وهو الذي سبق وحشر أنفه في قرار إضافة الساعة الحكومية واعتبر روافضها بالرعاع ، مثلما "ضرب" علماء التوحيد والإصلاح "الطم " ، فما وحدوا ولا أصلحوا بنتهم "المرتدة" ، ولم يخرج أي من "باباغاوات الحزب" بأي تغريدة ولا تدوينة ولو من باب التنهيدة وهي أقل الإيمان في تغيير "منكر" آمنة بنت الحاج العدالة والتنمية .