الثلاثاء 19 مارس 2024
مجتمع

الطويليع: رسالة من رجل تعليم سئم ازدواجية خطاب حكومة العثماني وناطقها الرسمي

الطويليع: رسالة من رجل تعليم سئم ازدواجية خطاب حكومة العثماني وناطقها الرسمي من اليمين: الأستاذ نور الدين الطويليع وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة ومصطفى الخلفي الناطق الرسمي

بعد النجاح الكاسح لإضراب الشغيلة التعليمية، بدأت الاستفسارات تتقاطر على رجال التعليم باختلاف مهامهم، تطالبهم بتبرير غيابهم عن العمل يوم الخميس 3 يناير 2019. واعتبرت الوزارة، عن طريق الأكاديميات والمديريات الإقليمية، إضراب الخميس بمثابة غياب عن العمل. مما اعتبره رجال ونساء التعليم ضربا لمشروعية الإضراب الذي يقره دستور المملكة، خاصة وأنه كان بتأطير من النقابات الوازنة بالبلاد. في هذا السياق جاءت تدوينة الفاعل الإعلامي الأستاذ نور الدين الطويليع، "أنفاس بريس" تتقاسمها مع قرائها.

"في الوقت الذي يطل علينا وجه الناطق الرسمي باسم الحكومة متحدثا عن دستورية الإضراب باعتباره حقا من الحقوق المشروعة للشغيلة التعليمية تفاجئنا المساطر الإدارية بتصنيف المضربين ضمن المتغيبين عن العمل بطريقة غير مشروعة.

صرنا أمام خطابين مزدوجين: خطاب الواجهة الذي يسعى إلى تلميع الصورة والترويج لمغرب حقوق الإنسان خارجيا، وخطاب الحقيقة الجارحة الذي لا يتردد أصحابه في حمل العصا الغليظة والنزول بها على الرؤوس بلا تردد.

ما ذنب موظف صدق شعارات حكومته ومارس حقه الذي خدعوه فقالوا دستوري حينما يجد نفسه بعد انخراطه في عدة إضرابات مصنفا في خانة المشاغبين المستهترين المتغيبين بدون مبرر؟ هل هذا الإجراء وسيلة لتصفية كل من تجري في عروقه دماء الغيرة على المنظومة وعلى الواقع التعليمي المنحط, وحرمانه من حقه في تحسين وضعيته المهنية والبحث عن مناصب مسؤولية جديدة؟

ألا يستدعي هذا الإجراء الذي عمل على تنزيله من كانوا بالأمس يركبون الدراجات النارية ويمشون في الأسواق إلى جنبنا، ويأكلون "البيصارة" والمسمن والحرشة هناك؛ ألا يستدعي منهم صحوة ضمير، إن بقي عندهم ضمير، والشعور بالذنب، أم أن شقوة النعيم المقيم الذي جاء به القدر العشريني على حين غفلة أنساهم الماضي والمستقبل، وجعلهم يعضون بالنواجذ على حاضر توهموه جنة الخلد، وتماهوا معه إلى حد ربما اعتبروه سكن الأزل الذي لن يزحزحهم عنه أحد.

اطمئنوا لم تبق إلا أيام قلائل وستعودون إلينا من الرحلة السعيدة، وحينئذ ستذبحون بالسكاكين التي شحذتموها وراكمتموها، ولن تجدوا لكم بواكي في الأرض على طولها وعرضها؛ كما لن يشفع لكم خطاب "كنا مسيرين، ولم نكن مخيرين".. كلوا واشربوا كما تأكل الأنعام، لكن لا تسبوا من "علفوكم" إذا رأوا أنكم سمنتم وحان قطافكم.. فهذه سنة الحياة في الأنعام خرفانا وعجولا وماعزا."