الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

قطع التيار دون سابق إشعار.. الوجه الآخر لتبخيس كينونة المواطن

قطع التيار دون سابق إشعار.. الوجه الآخر لتبخيس كينونة المواطن أنا مواطن.. إذن أنا موجود

لا يمكن لمواطن، قل شأنه أو كبر، إلا أن يحس قمة الاحتقار وهو يتأكد من عدم اعتباره، أو كما يقول إخواننا المصريين "وجوده زي عدمه" خاصة في شؤون تهمه. والحقيقة ليس في هذا التوصيف سوى القليل من المبالغة، طالما أن هناك العديد من السلوكات التي لا زالت تمارس في مجتمعنا تنحو في نفس الاتجاه، ولا تمضي إلا في تكريسه وإن بطرق متباينة.

وقد يكون من بين هذه المظاهر الدالة قطع التيار على الساكنة من غير إشعارها ولو قبل ساعة، علما بما يمكن أن يؤدي إليه ذلك العزل المفاجئ من تداعيات يدفع ثمنها المواطن أولا وأخيرا. وما أكثرها.

وعند القول بـ"الثمن"، فليس معناه دائما المقابل المادي برغم أهميته، بل هناك مكاسب لا علاقة لها بالدرهم يجوز أن تهدر هي الأخرى وتبسط لها كافة المقدمات لضياعها، خاصة في ظل الاكتساح التكنولوجي لوسائل الاستعمال المختلفة، واعتماد الكثير من المغاربة عليها في حياتهم العملية اليومية.

وما حدث في منطقة "اسباتة" بمدينة الدار البيضاء هذا اليوم، السبت 29 دجنبر 2018، آخر برهان دال، حيث قطع التيار فجأة لنحو ساعة، مخلفا وراءه امتعاضا شديدا لدى المتضررين، إذ منهم من فقد أعمالا تطلبت منه ساعات على الحاسوب، ومنهم من ارتبكت التزاماته العملية، كما منهم من فقد صلاحية آلة من آلاته الكهربائية.

ولعل ما يحز في النفس أكثر، هو أن نظير ذلك الاستخفاف، يحيل في المقابل على ما توليه البلدان التي تحترم رجالها ونساءها، حتى أنها تقنن مواعد إجازات المخبزات تطلعا لأن لا تغلق جميعها دفعة واحدة، ويجد ذلك الزبون نفسه بلا منتوج يستهلكه ذات صباح.