الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

نجاة اخيش: واقعة شمهروش هي تحصيل حاصل للتطرف الديني الذي عشش في مجتمعنا منذ عشرات السنين

نجاة اخيش:  واقعة شمهروش هي تحصيل حاصل للتطرف الديني الذي عشش في مجتمعنا منذ عشرات السنين نجاة اخيش
في رأيي أن الإعتداء على السائحتين الأوربيتين في ما بات يعرف بواقعة شمهروش بناحية مراكش ما هو إلا تحصيل حاصل للتطرف الديني الذي عشعش في مجتمعنا منذ عشرات السنين وبلغ أوجه في 16 ماي خلال تفجيرات الدا البيضاء التي هزت المغرب والعالم بعنفها وعدد ضحايا٫ لكن لا يفوتني إلا أن أركز على أننا في الحركة النسائية ومعنا كل الأصوات الحرة التي تعمل جاهدة على بناء المشروع المجتمعي الديمقراطي لم ندخر جهدا في دق ناقوس الخطر ،خاصة بعد الهجمة الشرسة التي تعرضنا لها خلال معركة خطة إذماج المرأة في التنمية من طرف كل التجليات السياسية المنظمة للإرهاب على لسان الدعاة المرخص لهم وغير المرخص لهم، الذين يقومون بالتجييش المستمر لمكونات الشعب المغربي من أجل نشر التطرف وإرهاب كل من سولت له نفسه أن يحرر ويوحد كلمة المغاربة نساءا ورجالا، ويحثهم على محاربة الجهل والأمية، وعلى تفعيل التفكير والنقد وبناء مجتمع التسامح والتعدد والسلم والديمقراطية.

ما وقع في شمهاروش هو محاولة أخرى من الإرهاب والتخويف وزعزعة كل إيمان بالبناء الديمقراطي، وثنينا على الاشتغال بالمطالبة بالحقوق والمكتسبات٫ خوفا على أنفسنا، وعلى القليل الذي نمتلكه ولا يرقى إلى درجة حقوق المواطنة الفعلية٫  وبذلك نتحول إلى مجرد مواطنين جبناء كل همهم الإستقرار وتفادي ان نعيش النموذج السوري٫ العراقي أو الليبي.!

وأظن أن المسئولين على الأمن لديهم كل الإمكانيات المادية والبشرية واللوجيستة لكي تكون لديهم تدقيقات وتفاصيل الخلايا المستيقظة والنائمة في بلدنا، وتجنيد كل ما لديهم لمحاربة الإرهاب في عقر داره لكن للأسف لا يتم تجنيد بعض الإمكانيات إلا بعد وقوع الضحايا٫ فمن 16 ماي إلى أركانة إلى الكثير من الأحداث الدامية التي لا يمكن إلا إدانة مرتكبيها والتضامن مع أسرهم٫ لكن هل سنبقى فقط في حدود الإدانة والتضامن أم أن المقيمين على الشأن السياسي والأمنى يجب أن يلجأوا إلى وضع استراتجيات دقيقة وواضحة لاجتثات منابع الإرهاب والتطرف بالتعليم ومحاربة الجهل والأمية؟ ؟٫ سياسة تنموية فعلية تركز على العنصر البشري كفاعل أساسي لمحاربة الفقر والهشاشة والعزلة والتهميش في الكثير من الجهات والأقاليم مع مراقبة دقيقة للخطاب الديني المتطرف الذي أصبحت الكثير من المساجد عشا له يرعى تفريخ الكراهية والإستءتصال والعنف٫ التي هي أحد أعمدة الإرهاب الأساسية التي تعطي الحق للإرهابي في القتل والتنكيل بجثث الضحايا لأنهم بالنسبة له أعداء لا يشاركونه نفس الأفكار والإيديولوجيا 

إذن مسألة شمهاروش ليست معزولة عن السياق العام لتنامي التطرف٫ الفكر الظلامي والإرهاب في بلدنا وما خفي أعظم
 
**نجاة اخيش  مناضلة نسائية وحقوقية