الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

عماد بوعزيزي: ماجدوى شحن التلاميذ بمحفوظات ومعلومات لا خير يرجى منها ؟

عماد بوعزيزي: ماجدوى شحن التلاميذ بمحفوظات ومعلومات لا خير يرجى منها ؟ عماد بوعزيزي
في سياق النقاش الدائر حول المنظومة التربوية، و إثقال كاهل التلاميذ بالواجبات المدرسية، و شحنهم بشكل غير بيداغوجي بمعلومات، و" إسهالات" من الكتب و البرامج التعليمية التي لا تراعي خصوصياتهم المعرفية كأطفال...يناقش عماد بوعزيزي، باحث بيداغوجي، مع " أنفاس بريس"هذه المعضلة في الورقة التالية:
إن ما تتوخاه المنظومة التربوية ببلادنا في مناهجها بصفة عامة، هو أن تكون مخرجاتها متوافقة ومطابقة للغايات الكبرى، كما نص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين في مبادئه الأساسية، في جعل المتعلم والطفل بشكل عام في قلب الاهتمام خلال العملية التربوية والتكوينية.
وذلك بتوفير الشروط وفتح السبل أمام أطفال المغرب ليصقلوا ملكاتهم، ويكونوا متفتحين مؤهلين وقادرين على التعلم مدى الحياة.
ولبلوغ هذه الغايات كان يقتضي ضرورة الوعي بتطلعات الأطفال وحاجاتهم البدنية والوجدانية والنفسية والمعرفية والفنية والوجدانية، ونهج سلوك تربوي منسم مع هذا الوعي؛ لا بإرهاق كاهل التلميذ بحمل لا يطيقه جسده الصغير، ولا بشحن عقله بمحفوظات ومعلومات لا طائل يرتجى تحتها، يزيد الطين بلة كثرة الساعات المخصصة لذلك على حساب ميوله وأنشطة يجد فيها متنفسه واقباله على المدرسة.
بل إن هذه الظروف غير الملائمة، بما فيها فضاء المدرسة تزيد من نسبة الهدر المدرسي في سن مبكرة.
نتساءل معا الآن عن الأسباب الرئيسة لذلك.
بصفتي ممارسا لمهنة التدريس أرى أن غياب الأنشطة الموازية – وحتى الأنشطة المندمجة – هو من أهم العوامل التي تجعل تعليمنا مملا وغير منتج، فالدول الحديثة كانت أولى الخطوات التي نهجتها ايلاء جانب النشاط الفني والبدني ....الريادة في برامجها والمستحوذ على أغلب الحصص التربوية، لما لهذا الجانب من الدور الإيجابي في تكوين ذاك الطفل المتوازن المتفتح ..تبعا للمواصفات المذكورة آنفا.
بالنسبة لبلادنا فما يستحوذ على منظومتنا هو الديماغوجية المتسلطة، والتمثل السببي لدور هذه الأنشطة من طرف بعض ممتهني القطاع، وغياب التواصل بين الأطر التعليمية وهيأة الإدارة التربوية فيما يشبه صراع يضع عراقيل في وجه توفير الوسائل الضرورية لتنفيذ برامج الأنشطة سواء منها الموازية أو المندمجة، وغياب الدعم المادي وحصر وظيفة المؤطر في التنفيذ لا الإبداع.