الثلاثاء 16 إبريل 2024
اقتصاد

عادت بخفي حنين.. من وراء الرسالة الكيدية التي استقدمت لجنة تفتيش مركزية لبرشيد...؟

عادت بخفي حنين.. من وراء الرسالة الكيدية التي استقدمت لجنة تفتيش مركزية لبرشيد...؟ صورة من الأرشيف

من الأمثلة المغربية الشائعة "اشكون عدوك يا الفولة، قالت ليهم خويا اللي في المزود"، بمعنى أن العداء والمنافسة تأتي من الذي يشارك منافسه نفس المهنة أو الحرفة أو التجارة... ذلك ما ينطبق على المنعشين العقاريين بمدينة برشيد، فهم يعيشون منافسة لا تلتزم بميثاق شرف المهنة، من صراعات طاحنة "وتشويش" على بعضهم البعض...

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى أن أحدهم (يتحدث عنه الشارع ببرشيد بجشعه الكبير)، بعث رسالة كيدية إلى وزارة الداخلية، تتضمن معلومات "مفصلة" عن مشروع عقاري للسكن الاقتصادي.. وأخبر المسؤولين، عبر الرسالة، أنه يتضمن مجموعة من الخروقات ولا يستجيب لمعايير السكن الاقتصادي...

وبرد فعل فائق حلت في غضون الأسابيع الماضية لجنة تفتيش مركزية رفيعة المستوى لها اختصاص التدقيق في المشاريع العمرانية، وقامت باستدعاء صاحب المشروع ومطالبته بالعديد من الوثائق المرتبطة بالمشروع (الكائن خلف المكان الذي به إدارة الدرك الملكي ببرشيد)؛ وأمرت اللجنة المعنية من صاحب المشروع توقيف الأشغال إلى حين الانتهاء من مرحلة التفتيش.. وهو ما تم، لتباشر اللجنة عملها لما يقارب أسبوعا كاملا.. وخلصت في نهاية المطاف بأن المشروع المعني يستجيب لكل المعايير العمرانية السليمة، من وثائق وبناء ومساحة والآجال المحددة للإنجاز و... و... و... وهكذا أمرت صاحب المشروع باستئناف العمل، معتذرة له عما حصل من توقف اضطراري في الأشغال كانت اللجنة من ورائه. واتضح جليا أن صاحب الرسالة الكيدية كان يهدف "ضرب" المشروع العقاري هذا لكون صاحبه على مقربة من إنجازه باعتباره يهم السكن الاقتصادي، وفي حالة إنجازه في الوقت المحدد بمعايير سليمة سيستفيد من الدعم المادي الذي تخصصه الدولة للسكن الاقتصادي، وفي نفس الوقت يعفى من الضرائب؛ وتحقيق هذين المطلبين سيمكن المنعش العقاري المذكور من استجماع قوة جديدة لبسط مشاريع عمرانية جديدة ببرشيد.. وهذا هو السر في المنافسة "غير الشريفة" التي ينهجها العديد من المنعشين العقاريين مع كامل الأسف.

يذكر أن مدينة برشيد تتميز بالإقبال الكبير على السكن الاقتصادي بشكل خاص، لكون موقعها يبقى متميزا، ويجلب لهذه المشاريع آلاف الزبناء من كل أنحاء المغرب ومن العمال المغاربة العاملين بالمهجر. بل أصبحت مدينة برشيد تتميز في السنوات الأخيرة بشيئين: الأول يتجلى في إحداث مشروع عقاري بأسرع مدة زمنية؛ والثاني يتمثل في إقفال أبواب وحدة صناعية جديدة، ومن يتجول بالمنطقة الصناعية لبرشيد توقفه عشرات الوحدات الصناعية التي أصبحت على شكل أطلال "تنوح" على حظها المتعثر.