الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

الممثل عبد القادر مطاع: أصبحت مكفوفا ولم أستفد من التمثيل أي شيء

الممثل عبد القادر مطاع: أصبحت مكفوفا ولم أستفد من التمثيل أي شيء عبد القادر مطاع

بشارع إدريس لحريزي بالدار البيضاء توجد مقهى تتميز بتوافد مختلف الفنانين عليها، وخلال لقاء "الكلاسيكو بين الريال والبارصا" كان الفنان عبد القادر مطاع ضمن متتبعي اللقاء، ولكن بالسمع فقط، وكان بالنسبة إليه صوت الواصف الرياضي (الشوالي) هو مصدر متابعته تطورات اللقاء عن طريق السمع بالطبع، وبحكم معرفة سابقه به لم يتردد في منحنا بعضا من وقته لمعرفة آخر المستجدات عنه كفنان مغربي معروف. وهكذا تناولنا معه المحاور التالية:

+ ما هو الجديد عن أحوالك الصحية؟

- حالتي الصحية هي من سيء إلى أسوأ، لكوني فقدت البصر بشكل كلي.. وحينما يفقد الإنسان هذه النعمة، فإن الحياة تصبح مجرد ظلام. والظلام هو عنوان لليأس والمعاناة، وهو ما أستشعره بالضبط. ووجودي في فضاءات عمومية، كما هو حال اليوم، هو من أجل التخفيف من معاناتي.. وخروجي من البيت يكون دائما بفضل هذا الصديق، الذي يمد لي خدمة كبيرة في حياتي اليومية من خلال التحدث إلي والذهاب إلى المقهى.. هذه إرادة الله تعالى، وأحمد الله على ما أصبت به، مع العلم أن فقدان بصري كان نتيجة الضغط الدموي الذي كنت أعاني منه؛ إلا أن غياب المراقبة الطبية جعل الأمر يستفحل، وأصبح مستحيلا معه إرجاع البصر، لأنه الأوان قد فات، بسبب تدمير شبكة العينين بشكل كلي.

+ ماذا عن مسارك الفني ومستجداتك الفنية؟

- مساري الفني له شقين.. الأول يهم الجانب المعنوي والشهرة؛ والثاني يهم الجانب المادي والصحي. فالشهرة تحققت والحمد لله بفضل موهبتي الربانية، وصوتي وإبداعي... لقد نجحت والحمد لله إلى أبعد حد. وأعتقد أن مغاربة العقدين الأخيرين يعرفون جيدا الممثل مطاع، وهذا أمر ظل يدخل السرور إلى مشاعري. لكن الأمر الذي يؤلمني، ويعذب معنوياتي إلى الآن، هو أنني لم أستفد ماديا، بشكل لم أجد له تفسيرا حقيقيا.. هل ذلك يعود لفشلي في هذا الباب؟ أم لكوني كنت أسعى للشهرة أكثر من المال؟ إن ما أعيش به اليوم هو من تدبير أسرتي، وليس من المدخول المادي عن طريق المجال الفني. أما في ما يخص المستجدات الفنية، وبما أني أصبحت مكفوفا، فأعتقد أن ساعة التوقف الفني قد دقت، وهذا أمر طبيعي، ذلك أني لم أقدم أي جديد فني منذ سنة، وآخر جديد فني يتمثل في سلسلة "الزمورية" التي قمت فيها بدور هام وأنا مكفوف.. وهذا تحد آخر أزفه لكل محبي الممثل عبد القادر مطاع.

+ تم تنظيم العديد من الحفلات التكريمية على شرفك، ما هو تعليقك؟

- بالمناسبة أقدم الشكر الكبير لكل أصحاب هذه المبادرات، ولكن لدي مجموعة من المؤاخذات على هؤلاء، وتتعلق بإهمالهم لوضعي المادي المتردي.. كنت أتمنى أن تتم مبادرات لدعمي ماديا، لا من باب الاستجداء، ولكن من أجل الالتفاتة لمساري النظيف في المجال الفني، لأنني كنت بعيدا عن المساومات المادية... وكيفما كان الحال، فهذا واقع الفن ببلدنا الذي مازال يتخبط في بؤر عميقة من المشاكل.. وما أعيشه من معاناة هو ينطبق على المئات من الفنانين المغاربة، وفي مجالات متعددة. ومن هنا أؤكد للجميع، أن فنانا مغربيا مشهورا ليس بالضرورة أن وضعه المادي مريح، بل إنه يعيش واقعا "مقهورا".