الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

"الدار البيضاء للتهيئة": زيد الشحمة في ..... ظهر الحلوف !!

"الدار البيضاء للتهيئة": زيد الشحمة في ..... ظهر الحلوف !! إدريس مولاي رشيد، مدير شركة الدار البيضاء للتهيئة. ومشهدين من حي مولاي رشيد وليساسفة

يوم 29 نونبر 2018 يرتقب أن تقوم شركة "الدار البيضاء للتهيئة" (casa amenagement) بفتح الأظرفة الخاصة بصفقة تهيئة الأرصفة بالبيضاء بقيمة تقارب مليار و200 مليون سنتيم .

المشرع لما خلق شركة "الدارالبيضاء للتهيئة"، أوهم الرأي العام أنها شركة ستحرص على تجويد المرفق العام من جهة وضمان الإنصاف المجالي من جهة أخرى. لكن  للأسف، تبين أن هذه الشركة ماهي إلا ذراع لمص ضرائب سكان الضواحي لتسمين أحياء الأغنياء وترميم الجرائم العمرانية المرتكبة من طرف لوبيات الإنعاش العقاري (أكانوا خواص أو مؤسسات تابعة للحكومة). يظهر ذلك من خلال  الشوارع والساحات والأنفاق التي تنجزها، وهي في معظمها مشاريع طرقية كان يفترض على المنعشين القيام بها بعد حلبهم للدولة واستفادتهم من مجموعة من الامتيازات، بدل أن تحول الحكومة الملايير لشركة "الدار البيضاء للتهيئة" من ضرائب المواطنين لإصلاح أعطاب مشاريع اللوبيات الذين اغتنوا بشكل فاحش جدا.

انظروا إلى سيدي عثمان الحاضن لأهم مرافق الأنشطة الاقتصادية بالبيضاء والذي تتعرض شوارعه للتآكل وتشهد طرقاته اختناقات رهيبة: هل سبق لمدير شركة "الدار البيضاء للتهيئة" أن تجول بالمنطقة ووقف عند معاناة سكان هذه العمالة المنسية؟!

خذوا مولاي رشيد، الذي يحتضن ثالث حي صناعي بالمغرب، ويضخ الملايير في خزينة البلاد: هل يعي مدير شركة "الدار البيضاء للتهيئة" فداحة الإجرام المرتكب في حق سكان مولاي رشيد الذين يعيشون إقصاء و"حكرة" ظاهرتين للعيان؟!

اذهبوا إلى حي ليساسفة الذي يساهم بحوالي 4 في المائة من الناتج الداخلي الخام للمملكة ككل بفضل تواجد حي صناعي يشهد فورة في الوحدات والإنتاج وتشغيل اليد العاملة: هل يدرك مدير شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" أن أجرته الخيالية والنعيم الذي يرفل فيه جاء بفضل سواعد أبناء وبنات ليساسفة دون أن يبرمج ولو "سطل ديال الزفت" في أزقة وشوارع هذا الحي الغارق في الإهمال؟!

زوروا سيدي معروف الذي تحول إلى همزة عقارية تنهش ترابه مافيا العقار والإنعاش دون أن يساهموا ولو بإنجاز قنطرة أو نفق أو معابر طرقية وباركينات. هل سبق لمدير الشركة المحظوظة "المكسية بعطف السلطة"، أن زار شارع أبو بكر القادري او شارع مسجد الأدارسة ووقف على الاكتظاظ الرهيب الذي يصلى بناره مستعملو الطريق المتهالكة والرديئة؟!.

لكن الذنب ليس ذنب شركة "الدار البيضاء للتهيئة"، بل ذنب المنتخبين والسلطة الترابية الممثلين بالمجلس الإداري للشركة: فالمنتخبون "باعوا الماتش"، والإدارة الترابية نزعت "الكبدة" على المدينة وعلى انتظارات المحرومين بالبيضاء، وبدل أن تلعب دور الضامن للتوازنات الكبرى بالمدينة لامتصاص الاحتقان الاجتماعي أضحت تؤجج الغضب وتزرع  بذور الانفجار.

وإلى أن يثبت العكس.. ننتظر أن تتحلى الشركة بالجرأة وتعلن يوم 29 نونبر 2018 عن الشوارع والأرصفة التي ستحظى بالتعبيد والتبليط.