السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

الأمن الخليجي على محك مواجهة الخبث التخريبي القادم من طهران

الأمن الخليجي على محك مواجهة الخبث التخريبي القادم من طهران الرئيس الإيراني حسن روحاني رفقة المرشد علي خامنئي

لقد أصبح من الصعب، خاصة خلال السنين الأخيرة، الفصل بين المسارات التي تنهجها الدول العربية ومنها الخليجية، وبين ضلوع الرؤية الإيرانية في تلك المسالك وإن بمسميات تمويهية. إذ وفي الوقت الذي تدعي طهران بأن تدخلها مجرد مبادرة لتحقيق الأمن الإقليمي بل وحماية للمستضعفين، تؤكد كافة الإثباتات نواياها التخريبية ومنها القبض على مجموعة خلايا التجسس تابعة لإيران في العديد من دول الجوار.

والواقع أن تورط إيران في هذا الوضع لا يستمد بوادره من ظروف وقتية أو عابرة، وإنما يعود لطبيعة وهوية النظام المبني على أساس مفهوم "الثورة". لهذا لم تتوقف الدولة عن بذل كل ما في وسعها لتصدير ذلك التوجه إلى البلدان الخليجية بالخصوص مع اختلاف الأساليب. هذا برغم ما يشدد عليه المهتمون بالعلاقات الدولية كون لا مؤشرات على إمكانية انسجام إيران مع محيطها الإقليمي.

وأضافوا بأن إصرار إيران على حشر موقعها في شؤون غيرها إنما هو أيضا نتيجة رغبتها في تفريغ أزماتها الداخلية لإضفاء نوع من الضبابية عليها ومن ثمة التهرب من معالجتها، بل والذهاب إلى حد افتعال قلاقل ومشاكل أخرى خارجية للسبب ذاته.

بيد أن مخطط إيران هذا لم يعد خفيا، باعتبار أن التحولات الإقليمية الأخيرة لم تكن منشئة للصراع بل كاشفة له حتى يتخذ شكلا تصادميا وعلنيا. وبالتالي، أدركت جميع الدول مخاطر التواجد الإيراني بالمنطقة. مما حدا بها إلى القيام بمحاولات وقف طموحات إيران التوسعية.

ولو أن المواجهة تبرز بشكل كبير على جبهة سوريا والعراق والبحرين ولبنان، لكن تظل المواجهة في اليمن هي الأهم والأكثر تعبيرا على طبيعة الصراع وحدوده ومآلاته في المستقبل. ولا أدل على ذلك حجية الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه إيران للحوثيين وعملها على التحريض الطائفي، فضلا عن استئجارها لعدة جزر في إيريتيريا كنقاط ارتكاز من أجل تكريس ذلك الإسناد.

إنه إذن الصراع المزمن الذي تعيشه العلاقات الإيرانية الخليجية الممتد منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، والذي تأجج مع التحولات الأخيرة التي شهدتها المنطقة كمرحلة جديدة لبداية تهديد مباشر لأمن دول الخليج، لاسيما مع التدخل العسكري الخليجي لدعم الشرعية في اليمن.