بلغ عدد الطلبة المسجلين بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس والراشدية/ خلال الموسم الجديد، 21 ألف طالب، وهو المعطى الذي يجعل جامعة مولاي اسماعيل من الجامعات الكبرى في المملكة، ورغم تخصيص الوزارة الوصية نسبة 30 في المائة من المناصب لمواكبة هذا التطور، فإن نسبة التأطير تبقى منخفضة.

ويؤكد د. الحسن سهبي، رئيس جامعة مولاي إسماعيل، في لقاء أجرته معه جريدة "أنفاس بريس"، بخصوص شفافية الولوج إلى بعض المسالك، أن جامعة مولاي إسماعيل اتخذت العديد من التدابير والإجراءات لضمان شفافية الولوج إلى سلك الإجازة المهنية وسلك الماستر وأيضا الدكتوراه، مضيفا بأن جميع المباريات بجامعة مولاي إسماعيل تمر في ظروف شفافة وبدون أن تعقبها أي شكايات أو طعون.

+ ما هي التدابير التي اتخذتها جامعة مولاي اسماعيل لمواكبة الدخول الجامعي خلال الموسم الحالي 2018/ 2019؟

- فيما يخص الدخول الجامعي، فهذه السنة تعد بالنسبة لنا جد متميزة، حيث سجلنا عدد هائل من الطلبة في وقت وجيز، وقد استطعنا هذا الموسم تسجيل أزيد من 21 ألف طالب بجامعة مولاي اسماعيل أي بارتفاع يتراوح ما بين 8 الى 10 في المائة مقارنة مع السنة الماضي، وهو رقم قياسي بالنسبة لجامعة مولاي اسماعيل، حيث أن عدد الطلبة المسجلين بالجامعة لم يكن يتعدى 16 ألف طالب. وبطبيعة الحال فارتفاع عدد الطلبة المسجلين يعود أساسا إلى ارتفاع نسبة الحاصلين على الباكالوريا على الصعيد الوطني بنسبة 8 في المائة، ونحن نتوقع أن نصل إلى 70 ألف طالب في السنوات المقبلة، وهو ما سيجعلنا جامعة جد كبيرة، وكما هو معلوم

فالجامعات العمومية المغربية اليوم تعتبر القطب الذي تسجل فيه أعداد كبيرة من الطلبة، إذ تتجاوز نسبة التسجيل 91 في المائة.. وشرف لنا أن تحظى جامعتنا بمواكبة وسائل الإعلام لهذه المنظومة التي تحظى باهتمام خاص من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، خصوصا في الخطابين الأخيرين بمناسبة عيد العرش وبمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب. إذ حث صاحب الجلالة على الاهتمام الخاص بالشباب.. فالمغرب يزخر بطاقات بشرية هائلة، لكن للأسف فالشباب يجد صعوبات كبيرة في التمدرس والتكوين، وكذلك في الولوج الى سوق الشغل. وللإشارة فهذه السنة تميزت بإطلاق استراتيجية وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المتميزة للفترة الممتدة 2017/ 2021 المتصلة بالتربية والتكوين عموما وبتطوير الجامعة وبالرؤية الاستراتيجية 2015/2030 التي وضعها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتي تتوخى إعطاء المدرسة والجامعة المغربية المكانة التي تستحقها سواء على الصعيد الإفريقي أو على الصعيد الدولي. وكما أشار صاحب الجلالة نصره الله، فاليوم نلاحظ هجرة الأدمغة (أطباء، مهندسين، أطر عليا)، وهو ما يطرح مشكل حقيقي في البلاد. بالمقابل فالمغرب اليوم أصبح نموذجا في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، فمثلا مدينة مكناس استطاعت استقطاب 4 شركات كبرى (يازاكي، ديلفي..)، والتي لا تجد أطرا في المستوى الذي تطمح إليه. فالمشكل يكمن في اعتقادي هو أننا نعاني من وجود تكوينات كلاسيكية، وهو الأمر الذي بات يفرض على الجامعات المغرب اليوم إعادة هيكلة مسالك التكوين وتوفير

تكوينات تسهل الولوج الى سوق الشغل.

+ وماذا عن التخصصات بجامعة مولاي اسماعيل، هل تستجيب لمتطلبات سوق الشغل؟

- جامعة مولاي اسماعيل تضم جميع التخصصات، باستثناء علوم الصحة، لكن قريبا سيتم فتح كلية طب الأسنان، كما سيتم افتتاح المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير السنة القادمة. وأعتقد، وكما أشار إلى ذلك صاحب الجلالة في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب، فالجامعة المغربية ينبغي لها أن تنفتح على محيطها من أجل تسهيل إدماج الخريجين في سوق الشغل، كما لا يمكن إغفال أن إدماج الخريجين يمر أساسا عبر الاقتصاد الوطني، فمهن المستقبل تتغير باستمرار، كما أن الالتزامات مع الشركات الدولية تفرض على الخريجين الاندماج في التغيرات الاقتصادية العالمية، خصوصا أن بعض المسالك الجامعية تحولت إلى مخزن لتكوين البطالة، ولابد من ملائمة حاجيات التكوين بالجامعة مع متطلبات سوق الشغل، وهو الأمر الذي يتطلب بطبيعة الحال استراتيجية على المدى البعيد. وفي هذا الإطار ستقدم جامعة مولاي إسماعيل على إنشاء مرصد جامعي للمهن، حيث شرعنا في إجراء المشاورات اللازمة مع الفاعلين السوسيواقتصاديين في القطاع العام والقطاع الخاص، من أجل تكوين رؤية على المدى البعيد تهم الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل.

+ من المعلوم أن جهة فاس-مكناس تضم مقاولات كبرى، فهل فكرتم كجامعة في إبرام اتفاقيات شراكة تهم إدماج الخريجين؟

- كان لي لقاء يوم الأربعاء 12 شتنبر 2018 مع شركة "يازاكي"، والهدف منه هو خلق تكوين مستمر لأطر شركة "يازاكي"، مع الإشارة إلى أن كل الأطر التي تسيير شركة "يازاكي" بمكناس هي من خريجي المدرسة العليا للفنون والمهن.. وفيما يتعلق بتدبير الموارد المالية للشركة، فتشرف عليها أطر من خريجي كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس.. وأكثر من ذلك فشركتي "يازاكي" وشركة "ديلفي" لم تقررا الاستقرار بمكناس إلا بالنظر لوجود جامعة متميزة من ناحية التكوين ومن ناحية الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل.

+ ما رأيك بخصوص إشكالية الهدر الجامعي، وكيف يمكن في نظرك مواجهة أزمة مغادرة العديد من الطلاب للجامعة المغربية دون الحصول على شواهد علمية؟

الطلبة الذين يقضون ثلاث سنوات بالجامعة ويغادرونها دون الحصول على شهادة، يمثلون اليوم -حسب الإحصائيات الوطنية- 43 في المائة، كما أن نسبة 22 في المائة من الطلبة يغادرون الجامعة بعد مضي سنة.. يعني اليوم نحن أمام نسبة 65 في المائة من الطلبة يغادرون الجامعة، وهذا هدر حقيقي لجهود وطاقات البلاد..

وأعتقد أن الأمر يعود أساسا إلى نقص في التوجيه، ولهذا السبب حثت استراتيجية الوزارة على اعتماد التوجيه داخل المؤسسات الجامعية، وهو الأمر الذي تعمل به جامعة مولاي اسماعيل منذ سنوات..

+ تفجرت في الآونة الأخيرة بعض الفضائح بالجامعة المغربية، وآخرها فضيحة "الماستر مقابل المال" بجامعة فاس، فما هي التدابير التي اتخذتها جامعة مولاي اسماعيل من أجل ضمان شفافية الولوج لسلك الماستر ولمختلف الأسلاك بالجامعة؟