الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

مومر: نداء 12 غشت .. إلى الأمام يا شباب.. رَا مازالْ كَايِنْ لِيسْبوَار !

مومر: نداء 12 غشت .. إلى الأمام يا شباب.. رَا مازالْ كَايِنْ لِيسْبوَار ! عبد المجيد مومر الزيراوي، رئيس الإختيار الحداثي الشعبي

لْيُومْ 12 غشت هو اليوم العالمي للشباب اللِّي كا يْجِي في هَادْ العام و بلادنا المغرب كا تعيش على وْقْعِ فشل البرنامج الحكومي في تحقيق التنمية الإقتصادية و الإجتماعية ، و فشل في تحسين أوضاع الشباب المغربي اللّي لازم عليه - رغم صعوبة الظروف – أَنَّهُ يستمر في التشبت بسلاح الأمل. وَ حْنَا مَلِّي كا نهضرو على الأمل فذاك يعني المقاومة الذاتية القادرة على تقديم جواب عقلاني لسؤال الحاضر من أجل المستقبل ، لأنَّ هَادْ المستقبل كا يْصَنْعُو شباب الحاضر !.

و إذا الأحزاب ولاَّت مُنْغَلِقَة على ذاتها و لا هَمَّ لها إلاَّ الحفاظ على مصالحها و إمتيازاتها ، إذا الأحزاب ولاَّت سد منيع أمام تحقيق الوحدة الوطنية و التلاحم الشعبي ، و ما عَنْدهاشْ الرغبة الصادقة في التجديد عبر إشراك الشباب في ضمان الأمن و الإستقرار ديال المغرب اللِّي هو أمانة في أعناقنا جميعا.

فمن الطبيعي أننا نشوفو مظاهر تفشي اليأس و النفور من ممارسة السياسة في أوساط الشباب، وبالتالي را الجمود السياسي اللِّي كا يعرفو الحقل الحزبي ينعي الروح ويشمئز منه العقل.. جمود كا يخلي أحزاب التيئيس ما تعطيناش فرصة عادلة لمساهمة الشباب في تحسين أوضاعنا الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

بزَّاف ديال المفاهيم السياسية الجوفاء والعقليات الحزبية الرعناء مازال كا تحاصر المغربيات والمغاربة اللي تْوَلْدُو في عقد التسعينات من القرن الماضي، في حين أن هاد الجيل الشبابي اللِّي ليوم باغي يْحَقَّقْ أحلامو و يْشُوفْ التغيير في بْلاَدُو بعيدًا عن لغة الأحزاب السياسة المُتَجاوَزَة اللِّي ما عْطَاتُوشْ جواب على سؤال : أَشْنُو المَعْمولْ ؟!.

جيل من الشباب كا يْقَلَّبْ على سبيل الخلاص من مشاكيل فيها اللِّي خصوصي مرتبط بذات لشاب أو الشابة ، وفيها اللِّي مشترك بِينَاتْنَا جميعًا. والحلم المشترك كان وما زال الوصول إلى وطن يَضُمُّ الجميع و يُحِبُّهُ الجميع، وطن يستفيد من الجميع ويستفيد مِنْهُ الجميع، بقواعد وأُسُس و قوانين يحترمها الجميع وتحترم الجميع.

من أجل هذا الحلم المشترك خاصنا قدر كبير من الأمل المشترك والعمل الجماعي الذكي و الفعال. حيثْ الأمل هو اللِّي كايخلّي الإنسان قادر يْشَغَّلْ لَعْقَلْ دْيَالُو ، و كذلك العمل هو اللِّي مُمكن يْوَصَّلْنَا لتحقيق الحلم الشخصي و المُشترك و نْشُوفُوهُمْ بْجُوجْ قُدَّام عَيْنِينَا واقع.

وَ رَا خَاصْنَا نكونو واثقين بلٍِي أن القدرة على الحلم هي قدرة على الإبداع في الحياة ، و لاَزَمْ تستمر في دَوَاخِلِنَا باش نْقَدْرُو نواجهو الظروف الذاتية والموضوعية العصيبة اللي ماشي في الصَّالِح دْيَالْنَا.

رَاهْ الإنسان كيف ما خَلْقُو الله تعالى عْطَاهْ نِعَمْ كثيرة باش يمكن ليه يْسَيَّر راسو في هاد الحياة ، و الله عْطَانَا حق أكبر اللِّي هو حق الإختيار باش نعتمدو عليه و نْضَمْنُو بيه جوهر التَّصَرُّف و التَّمَتُّع بِبَاقي النِّعَم الرَّبَّانِيَّة.

هَادْ الشِّي كا يْعني لينا حقْنا في أننا نختارو مصيرنا وسبيل حياتنا و نُّوضُو نَتْحَزْمو بالقانون باش نْوَصْلُو لتحقيق مطالبنا و إنتظاراتنا. أما نبقاو جالسين عاطينها لسحيق الناب خلف شاشات الهواتف الذكية ، نَبْقَاوْ مْقَابْلِين لايْفات التنابز بالألقاب والعدمية والتشكيك في انتظار الذي قد يأتي وقد لا يأتي ... في انتظار الهوتة الباردة ؟!

فَهْنَا كونو على يقين تام بَلِّي را الوهم والتَّوَهُّم و التَّمَنِّي و التسويف هي من أخطر الأمراض الداخلية اللي غادة تْخَلِّينا غارقين في تَخَلُّفِنَا عن ركب الحضارة و التطور.

راه حنا الشباب خاصنا نْوَلِّيوْ قادرين على المبادرة المُثْمِرة على أرض الواقع و نْساهْمو في صنع مصيرنا بْإِيدِّينَا، وهْادْ البلدان اللِّي كا نْقولُو زادت لِلْقُدَّامْ .. هاد البلدان تْطَوْرَاتْ حيت بناتها و ولادها ناضو بْنَاوْ بلادهم بسياسة الأمل مع العمل، ومشوار التغيير المُصْلِحْ كا يْبدا من رغبة الفرد في إصلاح ذاتي طوعي أولاً، ثم كا يْجِي الوعي الجمعي بضرورة إصلاح الذات المشتركة.

مستقبل الشباب بين إِِيدِّيهْ، و إذا بغينا نعيشو بخير راه لازم من تنمية العقل بالمعرفة و التعلم و العمل النضالي الذكي و الفعَّال ، مع الإعتماد على النفس و التشبت بالقانون والدفاع المتضامن على حقوقنا والإلتزام الطوعي بواجبات الوطنية الحقة والمواطنة المسؤولة.

لِأَنَّ الخطر الحقيقي هو أننا نَسْتَسْلْمُو للإحباط والفشل و نْعِيشُو وسط دوامة لعن و سب الواقع ، الخطر هو سوء الفهم و سوء الظن والإعتقاد بأن العدمية واللامبالاة علاج للمشاكل، في حين أنها مجرد ردود أفعال غير صلبة وسرعان ما يزول آثر مفعولها لِنَصْطَدِمَ بما نجنيه على أنفسنا و من سيأتي بعدنا من ويلات !